تغريد إبراهيم الطاسان
يظل يوم تأسيس مملكتنا الغالية مناسبة تجدد نضارة تاريخاً محفوراً في ذاكرة ووجدان المواطن السعودي، لأنه بلا شك يجدد في الذاكرة تفاصيل التأسيس ومشوار الرفعة والشموخ الذي كتبت تفاصيله بمداد من تعب وإرادة وتصميم على تحقيق الأهداف، ليكون تاريخاً يحكي ملحمة انطلاق الأئمة والملوك المؤسسين في بناء الدولة السعودية، وما قاموا به -طيّب الله ثراهم - من عمل جبار في تأسيس كيان شامخ وصولاً لما نعيشه اليوم، في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله.
هو يوم نسلط فيه الضوء على ملامح مآثر غابت أجساد صنّاعها وبقي الأثر ليكون حاضراً في أذهان أجيال قطفت ثمرات التعب، لتكمل المسيرة بحفاظها على الإرث التاريخي الحي بالأذهان مع حراك تنموي غير مسبوق جاء امتداداً لما أرساه هؤلاء المؤسسون من أسس وثوابت قامت وشيدت أسس الهوية السعودية وإكمالاً لبناء مشروع الدولة الحديثة.
والحقيقة أنّ تهيئة الأسباب بعد فضل الله، كان من أهم ركائز مسيرة هذه الدولة وبقائها واستمرارها وديمومتها ونمائها وازدهارها ورقيها وتقدمها، إلى أن وصلت لما وصلت إليه اليوم من مكانة كُبرى على الخارطة العالمية على كافة الأصعدة والمستويات وفي جميع المجالات، يؤكّدُ ذلك ما نعايشه من رؤيةٍ وطنية 2030 في ظل قيادة حكيمة رشيدة واعية تماشت مع متطلبات العصر ومقتضياته.
على الخط الفاصل بين الأزمنة المتعاقبة، يقف الكيان السعودي موشحاً بماض مهيب وحاضر مزدهر ومستقبل واعد، في توليفة تعزّز مكانة دولة وقيادة حاكمة، اقترنت بسجل حافل من الإنجازات المتسارعة، التي تسابق بها الزمن بشكل متميز وسريع داخلياً وخارجياً لتكون في مصاف أوائل الدول ذات المكانة والهيبة والقوة العالمية، ولعل المتابع لتاريخ هذه البلاد يجد قفزات كبيرة ومتسارعة بشكل لا يصدق، ترسم آفاق مستقبل واعد في إطار رؤية طموحة، أولت اهتماماً كبيراً بجميع العناصر الرئيسية، وبالذات المكونة للهوية الوطنية والثقافة السعودية، ووضعت التاريخ والتراث والحضارة العظيمة للمملكة في صلب اهتماماتها، فنجد كيف حرصت بكل قطاعاتها وفي جميع فعالياتها على الاعتزاز بالهوية الوطنية، معرفة وأثراً، لباساً ومحتوى، فنوناً وأطعمة، بل وألزمت قطاعات معينة على الالتزام بالهوية في اللباس بالذات، إرساء لقواعد تعزز من ثقافة الانتماء، والحرص على كل المكتسبات وبيان الإنجازات.
في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، إننا لنفخر بانتمائنا لهذا الوطن العظيم، ونسعد بأن تكون هناك الكثير من المناشط والفعاليات المبهِجة التي تقيمها القطاعات الرسمية والخاصة، لإبراز ما حققه من إنجازات وتطور على كل الأصعدة، حيث جرت العادة في كل عام أن يتشارك الجميع الاحتفال بقيمة هذه المناسبة التاريخية وهم ينعمون برخائه، ويتمتعون بنموه، معتزين بشموخه، ومتفاخرين بإنجازاته، وطامحين لمستقبل يحقق أحلامهم ويرسم طريقاً ذا خطى ثابتة للأجيال المتعاقبة، تحت ظل قيادة حكيمة سارت بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، وسخرت كل السبل لراحة المواطنين والمقيمين، ليعيشوا بكرامة وعزة وسلام وأمان.
يحتفل الجميع بمعنى التأسيس والانتماء للجذور الممتدة لثلاثة قرون، فنجد الكل يتسابق في إبراز أجمل ما لديه وأروع ما يكنه لهذه الدولة العميقة حضوراً في التاريخ، الشامخة ازدهاراً عبر مراحلها الممتدة.
حقاً.. نفرح كثيراً بالمناظر والمظاهر والفعاليات المبهجة من الصغير والكبير، من المواطن والمقيم والزائر، في تناغم إيجابي وعفوي، يظهر محبة الجميع لتاريخ وتراث هذا البلد العظيم.
يوم التأسيس جاء ليؤسس ثقافة الانتماء والولاء والاكتفاء، بكل ما يحويه الكيان السعودي من ممتلكات وقدرات ومكتسبات ذات عمق وأثر بين.
يوم التأسيس جاء ليجدها الجميع فرصة، أفراداً وأسراً وقطاعات أعمال، ليقدم الجميع كل بلغته مشاعر الحب والفرح بهذا الكيان.
يوم التأسيس جاء ليعرف القاصي والداني، أننا أصحاب تاريخ منحنا حاضراً مزدهراً ويعدنا بمستقبل تغبطنا الدول والمجتمعات عليه.