د.عبدالعزيز الجار الله
صدر الأمر الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - بأن يكون يوم 22 فبراير يوماً للتأسيس، والذي أعلن في 24 جمادى الآخرة 1443هـ/ 27 يناير 2022م ونص الأمر الملكي:
اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية.
- لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م).
- وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيَّض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحِّدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.
- وبما أن منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى:
أولاً: يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس).
- أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727م. (انتهى وكالة الأنباء السعودية).
أما الجذور التاريخية للتأسيس فهي:
- استقرار بنو حنيفة في وسط الجزيرة العربية في مطلع القرن الخامس الميلادي أدى إلى تأسيس مملكة اليمامة التي أصبحت جزءاً من الدولة النبوية عند ظهور الإسلام.
- كان الاستقرار متركزاً في منطقة العارض في نجد وخاصة في وادي حنيفة.
- بعد انتهاء الخلافة الراشدة، أصبحت الجزيرة العربية في حالة من عدم الاستقرار والضعف.
- وفي منتصف القرن التاسع الهجري وتحديداً في عام 850هـ/ 1446م تمكَّن الأمير مانع بن ربيعة المريدي الحنفي من العودة إلى وسط الجزيرة العربية، حيث كان أسلافه وقام بتأسيس مدينة الدرعية (التي تكونت من غصيبة والمليبيد) التي أصبحت منطلق تأسيس الدولة السعودية الأولى.
- وخلال أكثر من 280 عاماً تعاقب فيها أبناء مانع المريدي وأحفاده على إمارة الدرعية.
- تهيأت لمرحلة جديدة عندما تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية في منتصف عام 1139هـ فبراير 1727م، حيث تأسست الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية. وكان ولادة الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن في الدرعية عام 1090 هـ/ 1679م. ونشأ وترعرع فيها، وكان مشاركاً في الأحداث أثناء عهد جده وأبيه عندما تولوا الإمارة فيها.
وبالتالي يصبح لدينا سجل تاريخي من القرن الخامس الميلادي قبل البعثة النبوية لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم:
- السيرة النبوية من ولادة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عام الفيل حتى وفاته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وهي في مجملها ثلاث وستون سنة، والتي توافق (571 - 632) ميلادي.
- الخلفاء الراشدون (11-40هـ/ 632-661م).
- الدولة الأموية (41 - 132 هـ/ 662 - 750 م).
- عام 656هـ/ 1258م منتصف القرن السابع الهجري تم سقوط عاصمة الخلافة العباسية بغداد مما أدى إلى تحولات سكانية وسياسية، نتج عنها عودة قيام المدن والقرى النجدية المسورة المحاطة بالأسوار للظهور مرة أخرى.
وفي العصر الحديث أعلن الملك عبدالعزيز -رحمه الله - عن توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932م، تلاه الملك سعود -رحمه الله - من 9 نوفمبر 1953 وملوك الدولة -رحمهم الله - إلى هذا العهد الزاهر عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز من 2015، حيث شهدت المملكة تنمية حضارية واقتصادية الأولى كانت عام 1975، تلاها الثانية عام 2005، وثم التنمية الثالثة 2016 رؤية السعودية 2030 .
إذن هذا عرض سياسي وتاريخي وحضاري يمكن من خلاله كتابة السجل الحضاري للجزيرة العربية والدولة السعودية بصورة أشمل.