خالد بن حمد المالك
تركزت كلمة وزير الإعلام سلمان يوسف الدوسري أمام المنتدى السعودي للإعلام في الحديث عن الإستراتيجيات والأرقام والمشروعات والمبادرات النوعية خلال عام 2024م، ضمن توجه الوزارة ليكون هذا العام هو عام التحول الإعلامي الحقيقي، والدليل الذي يقود الإعلام السعودي نحو المستقبل.
* *
وقد لفت نظري في كلمة معالي الوزير ما أسماه بالمصافحة الحارة بين الإعلام السعودي والمستقبل، ضمن الاستعداد للغد، استناداً إلى الإرث الحضاري، واعتماداً على الطاقات والقدرات والمقدرات والحماس، في تقديم برامج ومبادرات نوعية تتناغم مع الحراك الشامل في المملكة.
* *
يقول الوزير بأن الإعلام الوطني أسهم في الناتج المحلي لعام 2023م، بما يعادل 14.5 مليار ريال، لكن المستهدف أن يصل إلى 16 مليار ريال في العام الحالي 2024م، وهو ما يعني مستوى التقدم الذي وصل إليه الإعلام السعودي، مضيفاً أن منظومة الإعلام وفرت فرصاً وظيفية بلغت حتى العام الماضي 56 ألف وظيفة، ويقدر الوزير أن يصل العدد خلال هذا العام إلى 67 ألف وظيفة.
* *
هذا يعني أن هناك بالإضافة إلى الإستراتيجيات الثلاث الجديدة إستراتيجية للاستثمار في العنصر البشري، وأن هناك توجهاً لدى الوزارة لتعزيز كفاءة الكوادر البشرية، وصولاً إلى تطوير منظومة الإعلام السعودي، بما في ذلك العمل على تحسين حوكمة قطاع الإعلام ورفع كفاءته.
* *
أشرنا أمس في الجزء الأول من هذا المقال إلى شيء عن إستراتيجية هيئة الإذاعة والتلفزيون، اعتماداً على ما قاله الوزير، واليوم أمامنا وكالة الأنباء السعودية التي تهدف إستراتيجيتها الجديدة إلى زيادة فاعلية شبكتها ومكاتبها ومراسليها حول العالم، مع تقديم محتوى يتواءم مع تطلعات الجمهور، ومع الاتجاهات الحديثة في صناعة الإعلام.
* *
والحراك الذي يجري في الوزارة شمل أيضاً تدشين مشروع الموسوعة السعودية (سعوديبيديا) لتكون مصدراً رقمياً موثوقاً بـ6 لغات تبدأ بالعربية للوصول إلى 58 ألف مقال ومادة مرئية بنهاية عام 2025 وتوفير المعلومات الموثوقة عن المملكة، كما أشار إلى ذلك سلمان الدوسري.
* *
وهناك مبادرات نوعية كمبادرة (ميديازون) في عدد من مناطق المملكة، لتوفير بيئة عمل مشتركة، تمارس فيها فنون الإعلام المختلفة، وإيجاد مكان متخصص لتقديم المعارف الإعلامية، والوصول إلى المجتمعات الإبداعية، ومواكبة تطورات الإعلام.
* *
في كلمته تحدث الوزير عن موسم الحج والعمرة، ومواكبة الوزارة إعلامياً لهذا الحدث الكبير، نسبة لأهميته، فأشار إلى أن منظومة الإعلام أطلقت (ميدياثون) الحج والعمرة، كحدث يتسابق الإعلاميون والمهتمون من خلاله لابتكار مبادرات ومشروعات إعلامية تعزِّز التغطية الإعلامية الإبداعية والمبتكرة لموسم الحج.
* *
وأخيراً فقد أعلن الوزير عن مبادرة (حج ميدياهب) بهدف تقديم بيئة إعلامية متكاملة تساعد الإعلاميين في إنجاز تغطيات موسم الحج بكفاءة وتميز، وإقامة معرض إعلامي تفاعلي يبرز الخدمات المقدمة، ويستفيد منه أكثر من 2000 إعلامي وزائر دولي.
* *
ولو لم يكن لمنتدى الإعلام السعودي من حسنات وإيجابيات إلا ظهور معالي وزير الإعلام ليتحدث أمام الجميع عن هذه الإنجازات والإستراتيجيات والتخطيط والبرامج والمبادرات القادمة لكفى، والأهم أننا أمام عام سيشهد الإعلام السعودي فيه قفزات كبيرة وفق ما صرح به الوزير، وهذا ما كان يجب أن يكون، إذ لا يجوز أن تمر المملكة بهذه النقلة الكبيرة بدون أن يكون لديها إعلام مؤثِّر ومقنع وقوي، وهو ما نأمله ونتطلع إليه في العام 2024م.