عمر إبراهيم الرشيد
أعجب حقيقة عندما أشاهد صوراً أو مقاطع لمباريات قديمة، وكيف أنك نادراً ما تشاهد بين الجمهور من يرتدي القميص والبنطلون، فتشاهد المدرج أبيض وأحمر (الثوب والشماغ والغترة) والآن وبدون مبالغة العكس هو الصحيح. وأعجب كذلك حين أتابع مباراة في الدوحة، وأحترم في الجمهور القطري كبارهم وصغارهم تمسكهم بلباسهم، فآسف على شبابنا ولا أبالغ إن قلت إن بعض الكبار وللأسف صاروا مثلهم في التخلي عن لباسنا. لذلك سعدت كثيراً بالقرار الأخير المتعلّق بوجوب ارتداء البشت لكبار المسؤولين والقضاة في حضورهم إلى الدوائر الرسمية وانصرافهم منها، ولا أعتقد أن هذا القرار أتى من فراغ، لأن الكثيرين بدأوا في التهاون في اللباس التقليدي وفي كشف الرؤوس أثناء الدوام الرسمي، واللباس جزء أصيل من الهوية لكل أمة يميزها بين الأمم.
ولا ننكر أن بعض المهن المعروفة وأماكن العمل تتطلب لباساً خاصاً كالمستشفيات والمصانع، كون هذه المهن والأماكن تتطلب مرونة وإجراءات سلامة يصعب توفرها في ثيابنا.
ومن أبرز فوائد إحياء ذكرى يوم التأسيس إلى جانب تذكير شبابنا وأبنائنا بتضحيات حكامنا وآبائنا المؤسسين الذين قامت الدولة السعودية على أكتافهم وبدمائهم، بعد عون الله وتوفيقه، أن هذه المناسبة تحيي كذلك الاعتزاز بلباسنا الوطني والتراثي الذي وإن طرأ عليه بعض التطوير، وهذه سنَّة الله في خلقه، إلا أن الأصل ثابت في الشماغ والشال والعقال والعباءة أو البشت كما نسميه، وما زلنا نرتديه كما فعل أجدادنا على مر تاريخنا. وعلى ذكر العباءة أو البشت، فأذكر بأنه لباس تاريخي ضارب في القدم ورثناه عبر القرون، فلقد ارتداه الخلفاء والأمراء والقضاة على امتداد التاريخ الإسلامي، وإن تعددت أشكاله وتصاميمه.
قرار أتى في توقيت مهم وعشية مناسبة وطنية كبيرة، وفي إطار الحفاظ على الهوية، ويبقى الدور على الجامعات ومدارس التعليم العام في التأكيد على الطلاب والطالبات بمراعاة الحد الأدنى في الاهتمام بلباسنا الوطني، للحفاظ على جزء أصيل من الهوية الوطنية، إلى اللقاء.