عبدالله إبراهيم الكعيد
أيوجد في الجامعة العتيدة العريقة مصانع؟ وماهي منتجاتها؟
يبدو لأول وهلة وكأني أسلك مسار الكتابة الساخرة التي قطعاً لا أجيد فنونها، ولكني كأي كاتب عمود صحافي التقطت بحسّ الكاتب صورة تشكّلت في ذهني فور وصولي برفقة الدكتور عبدالرحمن العتيبي إلى جناح قسم الإعلام في جامعة الملك سعودي المشارك في معرض مستقبل الإعلام (فومكس) المصاحب لمنتدى الإعلام السعودي في نسخته الثالثة الذي اختتمت فعالياته يوم الأربعاء الفارط 21 فبراير 2024.
أقول حين وصلت للجناح الذي يشبه خلية النحل في كثافة الحضور استوقفتنا (الدكتور العتيبي وأنا) لوحة نُصبت في مكان بارز من الجناح عليها صور وأسماء وتواريخ رؤساء القسم منذ تأسيسه فاستذكرنا أولئك الرجال الذين ساهموا في تكوين وتعليم كوادر إعلامية كان لها الأثر الملموس في مراحل تطور صناعة الإعلام والاتصال في مملكتنا الحبيبة. أثناء تجاذب أطراف الحديث انضم إلينا الدكتور فيصل العقيل رئيس قسم الإعلام حالياً وشرح خطط القسم المزمع تنفيذها خصوصاً والعالم يشهد ثورة تكنولوجية رقمية في نظم الحاسبات والاتصالات واستخدامات أحدث الوسائل في وسائط الإعلام بحيث تصبح أكثر تفاعلية ورقمية. وتم عرض مشروع يُجسّد بوابة وبهو جامعة الملك سعود ثم الدخول إلى قسم الإعلام بوحداته وهو ما يُمكّن التجول والتفاعل افتراضيّاً مع المتواجدين هناك، كل هذا عبر شخص افتراضي (الافاتار) باستخدام تقنية ثلاثيّة الأبعاد. تم تصميم هذا المشروع التقني/ إعلامي من قبل منسوبي القسم بمشاركة وإشراف الدكتورة ماجدة السويّح والأستاذة خديجة مريشد.
أعود لحكاية الصناعة التي أشرت إليها في فاتحة المقال فأين منتجاتها وكاتب هذه السطور يتحدث عن قسم الإعلام في جامعة الملك سعود؟
حسناً... (جايكم) في الحديث: ألا يُقال صناعة رأي عام؟
كيف يمكن تكوين وتوجيه رأي عام في أي مجتمع دون صناعة إعلامية قادرة على الجذب والتأثير ومن ثم الإقناع؟ بالإعلام وأقنيته يمكن تحفيز أفراد الأمه لهزيمة المستحيل من خلال رفع الروح المعنوية وبإمكان الرسائل الاتصاليّة الخبيثة تدمير تلك الروح وزرع الإحباط وتحطيم الهمم وبالتالي هزيمة الخصوم دون إراقة نقطة دم واحدة.
في ختام الجولة أشار الدكتور فيصل العقيل إلى إقرار نُظم الذكاء الاصطناعي في دراسات الإعلام في الجامعة مما يعني تخريج كوادر إعلامية مُسلحة بأحدث نظريات التأثير والإقناع مما سيُحدث نقلة نوعية في مستقبل إعلامنا السعودي الذي يسير بخطى حثيثة كي يواكب ما تشهده بلادنا من قفزات تنموية غير مسبوقة تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات جودة حياة ورفاهية المواطن والمقيم. إذاً نفخر بجودة المُنتجات السعودية حين نقرأ عليها عبارة (صُنع في المملكة العربية السعودية) فلماذا لا نزداد فخراً حين تكون العقول والسواعد التي حققت تلك الجودة تم صناعتها في كُليّات جامعاتنا المتميّزة وخصوصاً (KSU) العريقة.
بالفعل ليس للعلم خاتمة كما يُقال.