عبده الأسمري
في اتجاهات «البصر» وآفاق «التعامل» وأبعاد «العيش» يأتي ظاهر الإنسان ليكون الأمر الواضح والوجه الجلي الذي قد يتوارى خلف «قناع» مؤقت أو يختفي وراء «زيف» عابر أو يتبدل في ضوء «تزييف» مقيت وهذا في حال «المتلونين» و»المخادعين» و»المزيفين» فيما تعكس بعض الفئات «ظاهرها» ليكون صورة طبق الأصل لداخلها ويبقى «الرهان» في الداخل وما يحمله من «سمات» خفية و»صفات «مخفية» تتوارد على خارطة «الوجوه» وتتعالى في طرائق «التعامل» ومن ذلك تتنوع الشخصيات بين الواضحة والصادقة والصريحة والسوية وما بين المتلونة والمخادعة والكاذبة والسيئة.
تأتي «المواقف» لتشكل أهم الاختبارات «الدقيقة» والمقاييس «الموضوعية» والمعايير «الصحيحة» لمعرفة شخصيات «البشر» فمن خلالها تنكشف «معادن» الناس وتسقط «أقنعة» الاحتيال وينكشف «زيف» التعامل ومن نتائجها ترتفع قيمة «الإنسان» في ميادين «الوقفات» وتتباين «المراكز» الحقيقية و»القيم» الواقعية لكل شخص في «ميزان» واضح من «البراهين» و»الدلائل».
«البصيرة» نعمة فريدة يختص بها الله عز وجل من يشاء من عباده تتفوق على كل مقاييس التحليل النفسي و»الحكمة» خير عظيم يرفع من قيمة «الحكيم» ليكون سيد قومه وسديد رعيله ومنها تتجلى «موازين» التعامل مع البشر و»مضامين» التكيف مع الأزمات في دروب حياة ممتلئة بالعقبات والعوائق والعراقيل.
لو تأملنا في المحيط الاجتماعي ودققنا في الوسط البشري وحللنا السلوك الآدمي لوجدنا الكثير من «الغرائب» التي تستدعي «الغرابة» وتصنع «الاندهاش» وتثير «الدهشة» مما يجعلنا أمام ضرورة قصوى وحاجة ماسة لمعرفة «تداعيات» سلوكيات تتجلى في فضاء من الأخطاء ومسالك خارج المدارك وإذا أردنا أن نحلل «الشخصيات» المتورطة في «السلوك» الغريب أو «المسلك» المريب فإن الأسباب تكمن في «حيل دفاعية» يتجه بها الإنسان من عمق ذاته ليوجهها بسهام «التبرير» أو «الإسقاط» أو «التفريغ» نحو «الأبرياء» سلوكياً إضافة إلى «خبرات مؤلمة» تخرج من عمق «الكبت» الذاتي إلى أفق «الاتهام» الموجه نحو الغير مع دخول «مسببات» تتعلق بالتربية والدراسة وطرائق العيش وموجات «الظروف».
يخطئ الكثير بتحليلهم الشخصي المعتمد على «سوء الظنون» والمتعامد على «ظواهر الأمور» دون الاستناد على «المعطيات» والاعتماد على «المؤشرات» مما يرمي «الإنسان» في دوامة «الندم» ويلقي به في «استدامة» اللوم الأمر الذي يقتضي أن ينظر الإنسان إلى «البراهين» و»الحقائق» و»الوقائع» المتكاملة مع مساحات أولى من «العذر» واتجاهات مثلى من «التروي» حتى يتحول «التوقع» إلى واقع ويتبدل «التكهن» إلى «تأكيد».
تتعدد مسارات التحليل في شخصيات «البشر» وفق حقائق «التعامل» المرتبطة بالسلوك والمترابطة مع المسلك وتتمدد مدارات «التأويل» في سلوكيات «الناس» وسط حياة متقلبة الأوضاع ومتبدلة الأحوال ومن خلال «تعاملات» تتجه إلى مسارات سلوكية متباينة وفق جوهر الإنسان الذي ينتج لنا «السلوك المتأرجح ما بين مطامح «مشروعة» أو مصالح «ممنوعة».
تتشكل «نتائج» السلوك الحقيقي وتتجلى أهداف المسلك الواقعي لكل إنسان في «المواقف» ومن خلال «الوقفات» ومن عمق «التجارب» التي تصنع «النضوج» وتؤكد «الواجب» وتكشف «المعدن» وتلبي نداء «اليقين» من أعماق الوفاء إلى آفاق الصفاء حتى نرى «التحليل» وفق أصوله وفصوله وتفاصيله لكل «شخصية» مع ضرورة الارتهان دوماً إلى تكامل الحقيقة بين الباطن المجهول والظاهر المعلوم..