محمد عبدالله العتيبي
في الرياض عاصمة الثقافة والإعلام والفن والإبداع، في عاصمة المجد والمستقبل وملتقى الحضارات والثقافات أُسدل الستار مؤخراً عن المنتدى السعودي للإعلام بنسخته الثالثة ومعرض المستقبل المصاحب له في الفترة من 19-21 فبراير 2024 بحضور الزوار والإعلاميين والخبراء من الشركات الرائدة وبوجود نخبة من المتحدثين والملهمين والمتخصصين في مجال الإعلام من الوطن العربي ومن خارجه من خلال الجلسات وورش العمل لتبادل التجارب والخبرات في إعلام متسارع ومتجدد في كل لحظة، وقد كان العنوان الرئيسي للمنتدى بنقاشاته في كل جلساته عن التحديات المستقبلية التي تواجه الإعلام والتحديات التي يواجهها الإعلاميون لمواكبتها في ظل وجود الذكاء الصناعي الذي من خلاله يتم تزييف الأخبار والصوت والصورة والفيديوهات، وقد سنحت لي الفرصة لحضور بعض الجلسات في يومها الأول، حيث تم طرح أمثلة عن الخداع الذي تمارسه بعض الحكومات والدول ضد بعضها لخلق حروب أهلية من خلال بعض القادة والساسة ولتحقيق مصالحهم الخاصة، وإضافة للتحديات المستقبلية التي ناقشها هذا المنتدى فهو يعزِّز الجانب الاستثماري في المجال الإعلامي.
افتُتِحَ المنتدى بكلمة لوزير الإعلام السعودي الأستاذ سلمان الدوسري والذي أعلن فيها عن إستراتيجيات ومبادرات ومشروعات نوعية تتماهى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 واختُتِم بحفل كُرم فيه المميزون والمبدعون بجوائز في عدة مسارات إعلامية، إستراتيجيات التحول الإعلامي بين كل قطاعات الإعلام هو المسمى الذي أطلقه معالي الوزير على عام 2024 لتتحد وتتكامل فيه كل الجهود والطاقات ولِتُسخر فيه كل الإمكانيات لتحقيق المستهدفات والتي منها الوصول إلى 16 مليار ريال يسهم فيها الإعلام على مستوى الناتج المحلي بعد إسهامه بما يعادل 14.5 مليار ريال في عام 2023، وكذلك السعي للوصول إلى خلق 67 ألف فرصة وظيفية يوفرها قطاع الإعلام مقارنة بـ 56 ألف فرصة وظيفية في عام 2023 ، وتأتي مبادرة «سفراء الإعلام» من أهم المبادرات التي تركز على المواهب الإعلامية وتبرزها وتطورها من خلال توثيق الشراكات مع الجامعات السعودية باختيار أفضل مجموعة من الطلاب والطالبات في أقسام الإعلام ودعوتهم للمشاركة في المنتدى لتهيئتهم وتمكينهم.
من الجلسات المهمة والجديرة بالذكر التي استمعت إليها - والتي كانت حافلة بالحضور الكبير المتفاعل - جلسة بعنوان (قراءة في تشكلات الحضارة) والتي كان ضيفها صاحب السمو الملكي عبدالرحمن بن مساعد، حيث أشار فيها إلى حرص القيادة الرشيدة على تيسير المعيشة ورفع جودة حياة المواطن ومنحه المزيد من الفرص ليتبوأ المكانة التي تسعى إليها، وأوضح سموه أن المملكة العربية السعودية أثبتت بأنها غير قابلة للابتزاز أو تغيير للقناعات - تجاه أي سياسة تتخذها - من أي أحد كائناً من كان، وبأننا في المملكة لسنا بحاجة لتحسين صورة، بل نحتاج للحياد في نقل الصورة، وأضاف أن المملكة في ظل رؤية 2030 تفكر في قيادة نظام إقليمي يشارك فيه الجميع بسبب الصراعات القائمة في المنطقة وأنها بالفعل مهيأة لذلك لتقود المنطقة لمكان أفضل يجعلها أوروبا جديدة كما قال ولي العهد -حفظه الله.
في إحدى الجلسات والتي كانت عن غزة ودور الإعلام المتضاد بالتعاطي معها شدني أحد المتحدثين حينما أشار إلى أن القصور في إيصال الأخبار والحقائق بلغات متعددة جعل المتلقي في حالة تشويش، وأتفق مع المتحدث، حيث إن هذا بالفعل ما حصل معي شخصياً حينما تحدثت قبل أشهر قليلة مع بعض الأشخاص من جنسيات آسيوية متعددة عن نفس الموضوع والحدث وذلك أثناء عملية غزة والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي 2023 فقد كان لديهم معلومات مغلوطة ومشوهة عن المملكة وما تقوم به من دور مؤثّر ومستمر تجاه القضية الفلسطينية بحكمة وعقلانية.