نوف بنت عبدالله الحسين
كثير من الناس يقع في خطأ تأويل وتفسير ردات فعله وفعل الآخرين، ثم يصب النار على الزيت، ليشعل ويحرق كل مراكب الود، فتختفي مرافئها إلى الأبد.
أتعجب أحيانًا فيمن لا يحسن التواصل مع الآخرين في مراكز وأماكن تتطلب الاتصال المباشر أو التواصل الكتابي عبر رسالة واتس آب أو رسالة إلكترونية، فيخسر ولاء العميل، ويؤجج المشكلة التي كان حلها بسيطًا، لا يكلف سوى كلمة طيبة ووعدًا بحل هذه المشكلة واهتمامًا برضاء العميل.
ومن العجيب والغريب حين تأتي لغة الطرف الذي يفترض أنه يكون قادراً على احتواء المشكلة بأسلوب دفاعي غريب، كأن يقول: ما أحد غلط عليك، أو لست من فعل ذلك، أو مالي دخل؟! لندخل في نفق الشكوات المتلاحقة وخسارة لسمعة وربما ترافقها دعوة من قلب مغبون، فالله حسبه ونعم الوكيل.
لذلك من لا يحسن التواصل مع الناس، فإما أن يطوّر من هذه المهارة، أو يبتعد عن مكانه هذا، وكفى المؤمنين شر القتال.
ولو تأملنا في الحديث الشريف قول النبي محمد صلى الله عليه وسلّم: (حَرُم على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ)، لوجدنا أن أجر من يتعامل مع الناس بلين أجر عظيم، وإن هذا المنهج النبوي في تهذيب النفس وتحفيزها لتكون أحسن نسخة من ذاتها من خلال السلوك والخلق هو أسلوب حياة عظيم، فما أحوجنا إلى أن نعيد النظر في تعاملنا مع الآخرين بشكل عام، وأن نحسن تأويل المواقف ونتعامل مع الآخرين باحترام وذوق، وأن نكون في خدمة من نستطيع حل مشكلته، فلنفهم ولنتفهم، ولنضع الأعذار، ونصيغ الحلول، ولنكن للناس عونًا في قضاء حوائجهم بيسر وسهولة.