سهوب بغدادي
فيما يُعرف عصرنا الحالي «بعصر السرعة» نظرًا لما نشهده من الثورة الرقمية والإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت من العالم قرية صغيرة وقرّبت المسافات واختصرت الأزمنة، فلا يستغني الشخص العادي عن هاتفه المحمول أو التطبيقات الضرورية في جنبات الحياة على سبيل المثال لا الحصر، الخرائط، في ذات الوقت الذي نقضي فيه معظم أو جل وقتنا على مواقع التواصل الاجتماعي لمطالعة الأخبار ومشاهدة المقاطع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ليس كل متاح جيداً والعكس صحيح، لذا يتحتم على الشخص أن يفعّل منطق الرقابة الذاتية لأخذ الصالح وترك الطالح، في خضم هذه الزوبعة اليومية، نرى ممارسات تداخلت مع أساسيات العلاقات كالكتابة عن الوضع الاجتماعي، بوضع قلب «للمراهقين» عادةً أو كلمة «تيكن» مأخوذ وتعني أنه في علاقة، أو وضع تعابير أخرى من الخاتم الذي يدل على الزواج والخطوبة، أو الحروف الأولى، وغيرها من الدلالات العصرية في عصر الرقمنة، إلا أن الأسوأ من ذلك أن نشاهد مناوشات المشاهير على مواقع التواصل، ففلان ألغى متابعة فلانة، وفلانة حذفت صورها مع فلان، وتلك أبغضها فأقوم بتخصيص قصة وأشاركها مع الجميع باستثنائها، وذاك يحظر شخصاً من الأقرباء كليّاً، ونحن «نتفرج» فهل أضحت العلاقات تقاس بالمتابعة وإلغائها؟ إن العالم الافتراضي غير مثالي بالتأكيد، إلا أنه يدل بشكل مباشر على العالم الواقعي ومكنونات الصدور، كما إنها ليست دعوة لمتابعة أو حظر شخص فبعض الحالات تستلزم ذلك على سبيل المثال المضايقات والتنمر، ولكن يبقى الود وحبل الوصل الذي يعد اللبنة الأساس من غرض هذه التقنية والتطبيقات.