أ.د.عثمان بن صالح العامر
سبحان الله، كل شيء في هذا الكون في حركة متجددة دائمة، ومتى توقف لأي سبب من الأسباب وتحت أي ظرف من الظروف فقد حكم على نفسه بالتلاشي والاضمحلال، بل ربما كان مصيره الموت والهلاك.
* خذها بدءًا من الفرد جسده، عقله، روحه، ولذا كان لزاماً على الإنسان أن يجدد نفسه، ينمي عقله، يغذي روحه، يقوي جسمه حتى لا يضعف وتخور قواه مع مرور الأيام، وقد يموت موتاً معنوياً وإن بقي حي الجسد.
* الأسرة كذلك لابد أن تجدد في طرائق التربية وأساليب التنشئة، ومناهج بناء القناعات، وآلية إدارة اللقاءات والجلسات العائلية والثنائية، فما يصلح بالأمس قد لا يجدي نفعاً اليوم، وإلا سيجد رب الأسرة أنه في وادٍ والأولاد في وادٍ آخر، فاللغة غير اللغة، والثقافة الفرعية للجيل الحالي تختلف في إطارها العام عن ثقافة جيل الأمس.
* حتى الدين الذي أتمه الله -عز وجل- قبيل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي مضى عليها أكثر من أربعة عشر قرناً يتجدد بتغير الأحوال واختلاف الأزمان وتباين الأماكن والبقاع، بل إن الله يبعث على رأس كل مائة عامٍ من يجدد لهذه الأمة أمر دينها.
* الشركات والمصانع تتجدد وتُجدد وإلا ستكون مضطرة للخروج من السوق يوماً ما.
* البيت الذي نسكنه، السيارة التي نركبها، المكتب الذي نعمل فيه يخضع للتنظيف وإعادة الترتيب ليتجدد في عيوننا.
* الأرض وهي الأرض، تتجدد بنزول الغيث من السماء فتزداد جمالاً وجلالاً وتنبت ما شاء الله لها أن تنبت.
* والدول والحكومات تجدد في قياداتها الإدارية وصناع القرار فيها فيما يرى ولي الأمر فيه خيري الحاضر والمستقبل، وبهذا تبقى هذه الدولة بإذن الله وتقوى، تسود ويشتد عودها ويعلو كعبها، وهذا الأمر علامة ظاهرة ودلالة بينة على الحنكة والحكمة والكياسة والفطنة لدى ولي الأمر، خاصة عندما يكون التجديد مستهدفاً إشراك الدماء الشابة المتقدة الأذهان العالية البيان الواعية بطبيعة المرحلة المدركة لتحدياتها، وهذا ما أنجزه لهذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية في وقت قياسي قصير وبحرفية متناهية وتميز فريد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله ورعاهما ووفقهما وسدد خطاهما-. وهذا مبعث تفاؤل وعنوان تطور ودليل تقدم وازدهار، وبرهان حق على أن الله منّ علينا بقيادة فذة تعرف من نحن وأين كنا بالأمس وما هو حالنا اليوم وماذا سيكون واقعنا غداً -بإذن الله-، وما رؤية 2030 إلا خارطة طريق لِغَدٍ أجمل لهذا الجيل والأجيال القادمة بإذن الله.. ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.