علي حسين (السعلي)
من أمنياتي الثقافية والأدبية والفنية أن أحضر أمسية أوفعالية أو نشاطاً يجمع بين قاصٍّ يسرد حكايته شاعر يدوزن قافيته وينثر شعبياته، روائي يسطّر أبطاله على الحضور ومستمعيه، فنان يهزّ أوتار عوده فيطرب القلوب قبل الآذان أو مبدع تشكيلي تتراقص ريشته على لوحاته أو مفكر يحاور العقول ثقافة وأدباً أو عرض مسرحي خفيف كمشاهد فقط، والأجمل بعد هذا أن تكون كلها ومع هؤلاء المبدعين في موضوعٍ واحد فقط ولنقل مثلاً عن ( الحُبّ) ياه يالجمال هذه الليلة الحالمة بالموسيقى وتراً بالشِعْر بحراً بالقصة حكاية بالرواية سرداً بالعود لحناً بالريشة لوحة بالفكر والفلسفة نيلاً ونبعاً ومسرحي يفتح الستار على شخصياته ليبهر النظّارة، أظن أن هذه الفكرة ليست مستحيلة على النوادي الأدبية أو بالأخص على جمعيات الثقافة والفنون وخاصة فنون جدة ومديرها الجميل محمد آل صبيح.
فهي مساحة حُرّة يبدع فيها الجميع والمستفيد من كل هذا الجمهور المتعطش لهذه الفنون، منذ البدء حتى الختام لموضوع واحد فقط الحُبّ، ياه إن تحقق ذلك وإن تفاعلت المقاهي الأدبية من خلال الشريك الأدبي معها فنور على نور وتتبناها هيئة الأدب والنشر مشكورة من قبل ومن بعد.
الآن أيها السيدات والسادة خذوا معكم قهوة عربية أصيلة لا سادة.
اقرؤوا معي أول المشاركين في هذه الأمسية المجنونة عبر هذا المقال بفكرته من خلال إن سمحتم لي - كاتبكم- وبنفس العنوان المقترح ( الحُبّ ):
فالحُبّ طعمٌ في فمي يذوب كِقطعة سُكّر، كوردة حمراء مزهوةً كلما شممها عابر سبيل تبسمت وعاشق ولهاناً مشتاقاً تضحك وترقص أكثر، الحب كنبض قلبٍ ساكنٍ صامتٍ يأتيه الزوّار وإذ ما غازل الحُبّ قلبه انفجرت أسارير وجهه واعتدل في جلسته وصار النبض يضرب على طبلة راقصاً والمغذية تعزف ألحاناً شجية والغرفة أجمل وأبهى وأزهى وأنقى وأعطر، الحُبّ دائرة من حرفين لاتنفصل، قارورة شوق محكمة القبض لا يفتحها سوى نفث وصل.
الحُبّ الحُب شمعة تضيء للآخرين تسعد الخاطر لأبد الآبدين الحب مشاعل نور وفرح وسرور وأنفاس من بخور
الحب مفردة جميلة كتابة وبصراً وقراءة وسمعاً الحُبّ لغة عالمية وإن اختلفت صيغها، الحُبّ عطاء لا ينضب الحُبّ مثل فتاة فيها كل الحُسْن :
عيناها مها، خدودها تفاح، جسمها لولبي حين تتحدث تصمت المارة بجمالها فالشاعر يراها فيغرق في قوافيه والقاص يسرد حكايته خيالاً والرسام يتغزل بفرشاته لوحته والعازف تتراقص أنامله والكاتب يدعوه الحرف حاثاً ليكتب عطرها، الحُبُّ صدر واسع فيه انشراح وجه باسم في عينيه بريق ألماس وعينين ووشاح.
الحُبّ يأتي عفو الخاطر حين يتملكه الإنسان تسمو روحه في علاه، عندها لا يعرف أرضه من سماه.
سطر وفاصلة
تخثّر العقرب في بوابة الساعة
والجو صافٍ دون غمامة
لا تسمع في وقتنا الهائم
سوى عينين وبريق ألماس
بيننا هديل حَمَامَة
ونبض قلوبنا يتسارع
يتهادى يحمل العطر
في قارورة الغرام
وفي مبسم الشفاة
نرمي سهامه
عبق المكان في خدينا
وردا وزهرا وباقيه ريحانة
عدتُ لواقع عمرنا فتحتُ عينيّ
فإذا شمس تشرق وقمر أضاء
الكون بحسنه في ليلة
أرسلنا للدنا ألف ألف سلامة