وفاء سعيد الأحمري
اُخْتِير يوم 11 مارس يوماً للعلم السعودي؛ لأنه اليوم الموافق ليوم 27 ذي الحجة 1355هـ / 11 مارس 1937م، وهو اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز آل سعود العلم السعودي بشكله الحالي. كما أشار الملك سلمان -حفظه الله- في حسابه الرسمي على تويتر قبل عام من الآن بقوله: (إن الاحتفاء بيوم العلم يأتي تأكيدًا على الاعتزاز بالهوية الوطنية، وبرمزيته التاريخية ذات الدلالات العظيمة، والمضامين العميقة، التي تجسد ثوابتنا، وتُعد مصدرًا للفخر بتاريخنا). سأتحدث عن العلم كمواطنة سعودية بما أشعر به من قيم عند رؤيتي لهذا العلم الشامخ. كما هو معروف في نظريات أبحاث العلوم الإنسانية النوعية منها التي تركز عن الانطباع والشعور والسلوك، وكيف أن هناك نظريات تبنى وطرقاً علمية تنطلق من تحليل وجهات النظر المختلفة. الأبحاث النوعية جوهرية لبناء أو اكتشاف معاني الشعور ونظرة الآخرين لظاهرة معينة. ومن هذا المنطلق أرى أن العلم السعودي يعكس ويعلم منهج حياة كاملاً لكل إنسان. وهذا المنهج متمثل بثلاث قيم جوهرية لحياة الإنسان هي السلام، الحزم والمعتقد.
السلام من اللون الأخضر والملاحظ أن السلام له مساحة كبيرة من الأخضر. فمن ناحية انعكاس هذا المعنى على سياسات السعودية فنحن دولة سلام وخير ونماء وعطاء وحب واحترام. وكلها معانٍ يعكسها الأخضر. وعن انعكاس هذه المعاني وكيفية تأثيرها في حياة الإنسان قيمة السلام من أكثر القيم التي تجلب السعادة والرضا؛ لأنها تعزز السلام والسمو الروحي. كلمة لا إله إلا الله فهي العقيدة والمبدأ الذي يتوسط العلم وهي الركيزة الأساسية التي تُبنى عليها باقي القيم. قيمة العقيدة والمبدأ التي تؤمن به الدولة هو مصدر النور والقوة في حياة الإنسان، المعتقد جزء لا يتجزأ من أسس قيم الحياة. إيمان الإنسان يعتبر مصدر الطاقات الروحية الإلهية ومنبع المعاني السامية ومصدر الإلهام والطمأنينة. فالمصدر الرباني هو ما تُبنى عليه باقي القيم. ومعتقد التوحيد هو وسط قلب الإنسان، ومنه وله نرجع، وفي علمنا يتوسط نور التوحيد بحر السلام. الحزم والقوة متمثل في السيف، وهذا أيضًا يعكس سياسات دولتنا الحكيمة. فكما قال الأمير سعود الفيصل رحمه الله « إننا لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها». وهذا متطلب رئيس في نهجنا للسلام، ولكن يتخلل سلامنا قوة وحزم إذا استعدى الآخر، وهذا مبدأ حياة أيضًا، فالشخص المسالم دائمًا بدون قوة وحزم وقدرة على اتخاذ القرارات والإجراءات الضرورية في الوقت والمكان المناسب هو ضعف وقلة خبرة في الحياة. لذلك فالعلم السعودي يعكس عمق منهج حياة كامل متزن متوازن لكل إنسان في علم واحد. فهناك عقيدة هي منبع السلام، وحزم وقوة تحقق الاتزان. العلم السعودي منهج حياة ومدرسة توازن القيم، وهذه سياسة دولتنا ومنهج المواطن السعودي الصالح.