علي حسين (السعلي)
ملف تتحفنا به ثقافية الجزيرة مشكورة بين فترة وفترة تستخرج الجواهر واللآلئ من كل مثقف وأديب وباحث ومفكر وفيلسوف باستكتاب كل من عاصروه وجايلوه وزاملوه حتى من خلال من قرأ له مثل - كاتبكم - وحين علمتُ كغيري أن الناقد الكبير عبد الله الغذامي ستخصص له الثقافية بجزيرة الأدب ملفا خاصا به وقفت بيني وبين نفسي ما الذي سأتحدث عنه كتابة في زاوية تعودت وبإذن الله تعود قرّاؤها الأعزّاء على حرفي وسطري وكلمتي، أن أتناول فيها بعض ملامحي والقليل من ممالحي، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا وعند هذه النقطة بالذات ماذا سأكتب ؟!
الحقيقة السؤال هذا حيرني فبحثت عنه من خلال كتبه الخطيئة والتكفير، النقد الثقافي، الثقافة التلفزيونية النخبة وبروز الشعبي، القبيلة والقبائلية …
فتوقفت وقلت ربما من خلال مقالاته فبدأت أبحث وأقرأ فتعثّر عليّ ذلك فجلست أضرب أخماسا في أسداس ذهبت مهرولا كذئب يقتنص فريسته إلى منصة إكس وأقرأ مقاله الأخير والذي عنونه بـ «المتنبي اللابس والمتلبس» من خلال زوايته الأسبوعية بعنوان «ترويقة» وإذ بي أنجرف طواعية لكلماته بدءا من العنوان المستفز والمثير والعجيب في آن واحد، وسألت نفسي كيف اللابس والمتلبس؟! وبعد قراءة هذا المقال الأخير أدركت أني أمام داهية من دواهي العرب نقدا وفكرا وبحثا وأإقناعا وإليكم ملخص ما أشبعنا نهما من قراءة المقال هذا «ابن الذين»! :
- للغذامي أسلوبه السهل الممتنع سهلا في الطرح وإيصال الفكرة بطريقة مدهشة.
- تحمل مقالاته بناءً على توريقاته الأسبوعية طابع الثقافة والأدب والشأن الاجتماعي، وهذا علم اجتماع يجيره لعشقه للنقد الموضوعي فهو لايجرّ عينك جرّا لالا يأخذك بتلابيب فكرك وقراءتك طواعية، دون أن تدري عزيزي القارئ وفجأة تفيق من خمرة مقاله إلى آخر كلمة منها
- لا يقعّر مفرداته وهو يستطيع فهو الناقد العظيم والقارئ المستفيض والمناكف المشاكس لكن بأدب جم وأخلاق عالية، فالحرف والكلمة والسطر عنده مجرد أدوات يجري معها اتفاقا بينها وبينه صلح عُمْر إلى أبد الآبدين ، مباراة حامية الوطيس أدواته الحربية المنطق السقراطي والسرد السارتري كأنك تقرأ لسارتر جملة مع تغيير مني (الجنة هم الآخرون) يدخلك مقاله الفاضل كمدينة أفلاطون والأهم لا سودواية كافكا
- عناوين مقالاته لا تتجاوز الكلمة وإن نفضتها الحمّى كلمتين اقرؤوا معي اللابس والمتلبس، محن والتراث ،سجن الأفكار…. وهكذا هذا يقودني لشيء مهم لسؤال مبطن هل الغذامي مارس الصحافة لالا طبعا لكنه قرأ واستقرأ وأقرّ وتيقن فحمل هم كاتب صحافي فأتت العناوين كأنها (مانشيت) يأخذ بلبّ القرّاء في الصفحة الأولى من عناوين الصحف.
وسأقول لك معلومة بيني وبينكم هُس سألته بخبث صحافي سؤالا على مقاله الأخير اللابس والمتلبس:
دكتورنا الغالي لدي سؤال:
وأنت بقامتك وقيمتك قبل والآن:
الحكمة تسبقك أم الشجاعة؟ انظروا الرد الذي جعلني متأرجحا بين بيني:
لعلي في الوسط، بعضُ حكمةٍ وبعض ُشجاعة.
وقد أنصف من قسم نفسه بين حقين.
شرط أن يصدق في القسمة وقت الجد… رددت عليه قائلا وبها أختم مقالي:
أشهد بالله أنك داهية العرب، وأني بإجابتك تعملقت بحرفك أكثر، يا ناقدا في حرفي كطعة سُكْر.
سطر وفاصلة
بعيدا عما كتبه وسيكتبه غيري عن هذا الحهبذ والفكر السعودي والناقد العربي الذي نفتخر به جميعا من المحيط إلى الخليج سأكتب كلمات علّها تصل مختلفة عما هو معتاد من ديباجة تقرأ منها مجاملة محببة اجتماعيا وشويتين أدب بإذن الله:
التاسعة حدّي قالها ونام
وأجفاننا لم تغف
طار الكرى ونحن نخوض بعده
والحوار مثل سيلٍ فاض سدّه
هنا في عالم افتراضي بإكس
مثقف من الرياض عماني من الشهامة
كويتي من الماء للماء إماراتي يطال عنان السماء
وأنا اقرأ نهما من الباحة وأبها ومدينة جدّه
وعلى صوت آذان الفجر يبستقيظ الأستاذ
فيعدّ لنا من شهد حروفه العدّه
في النقد حلما في الأدب واقعا في الثقافة واسعا
ونقد النقد مصافحا موادعا
إنه الغذامي حين يكتب على بساط الريح
لنستريح بحرفه وجماله وقربه وودّه