د.فيصل خلف
صنع اسمه بنفسه حتى أصبح ينطبق عليه «المعروف لا يُعرَّف».
كنا نكتب معًا في هذه المجلة الثقافية العريقة، لكنني لا أراه كزميل بل مُعلم مُلهم.. بفكره الناقد وقلمه السيال.
عبدالله الغذامي ممن أرسى معالم النقد الثقافي عند العرب.
مما لفتني فيه وضوحه وصراحته في الصفحات الورقية والإلكترونية وعلى المنابر الإعلامية وغيرها.. شجاعته تلك التي جعلته يقف كالجبل، أمام خصومه الذين بالغوا في الخصومة إلى درجة تكفيره!
بدأ الكتابة قبل أن تبدأ الثورة التقنية والتي نشهد عصرها اليوم.
منصة X (تويتر سابقًا).
حاضر أيضًا بتواضعه الجم وتفاعله مع الجميع، وبمناسبة ذكر هذه المنصة، وأنا أعد لكتابة هذه السطور والكتابة عن هذه القامة والقيمة تحتاج إلى صفحات حقيقة، وجدت أن د. فهد العليان لديه منشور في فحواه يعبر عن مشاعر الفخر بكلمات أ. د. عبدالله الغذامي عنه، وهو يستحقها بلا شك وهنا أكرر على أن الغذامي واضح وصريح في أقواله وكتاباته.
كم بودي أن يطلع عبدالله الغذامي على مشاريعي الأدبية والثقافية القائمة حاليًا.. القادمة لاحقًا، وأن يراها بنظرته الناقدة.. وفي نقده نرتقي.
من الكتب التي قرأتها له في السابق كتاب «السيدة أمريكا» ويعتبر قراءة في وجه أمريكا الثقافي، وحاليًا اقرأ كتاب «إشكالات النقد الثقافي» والذي صدر في العام الماضي، وصلني الكتاب من شخص أكن له الحب والتقدير.
يقول في مطلع كتابه: رب ضارة نافعة، يقصد بها كورونا وما تلاها من أحداث لم تكن بالحسبان، مثل حبس الأنفاس وذهاب الأرواح.. لكنها لم توقف عطاءه، ظل مستمراً من وراء الشاشة تمت استضافته من قبل العديد من الجامعات العربية، في لقاءات كلها عن (نظريات النقد الثقافي).
.. وأنا أقول رب ضارة نافعة من منع والد د. عبدالله الغذامي آنذاك من اللعب في الشارع، هذا المنع جعله مولعًا بالقراءة، بمعنى هذا المنع أثر عليه على نحو إيجابي وأثمر فيه.
في الواقع الحديث يطول عن هذا الهرم الثقافي لكن ثمة من كتبوا عنه ومن سيكتبون.