إبراهيم بن سعد الماجد
جودة الحياة، أحد برامج الرؤية التي أطلقها سمو ولي العهد -حفظه الله- وجودة الحياة تعني أن تمارس حياتك اليومية في جو مريح، نفسياً ومادياً واجتماعياً.
ومن عناصر جودة الحياة التي أرى أنها مهمة أن نمارس حياتنا في طرقاتنا ذاهبين وعائدين من أعمالنا وزياراتنا، دون رفع ضغط، أو شدّ أعصاب. وكثرة زحام الطرقات لا شك أنه سبب رئيس للضغوطات النفسية، والتوتر والقلق، مما يؤثّر قطعاً على إنتاجية الموظف، وكذلك استقرار الأسرة.
لذا كتب الكاتبون، وتحدث المتحدثون عن هذه المشكلة، وإن كان التناول لها جاء من زوايا مختلفة، والحلول أخذت طابعاً ربما مُكلف مادياً، وربما يحتاج إلى الكثير من الوقت.
أنا هنا أطرح حلولاً لا أدّعي أنني أول من قال بها، ولكن ربما أكون من أول من جمعها كحلول متنوعة قابلة للتنفيذ الفوري، دون تحمّل ميزانية الدولة أي مبالغ.
الحلول تتمركز في النقاط التالية:
1- في أوقات الذروة يكون الاتجاه في أغلب شوارعنا لمناطق محددة، مما يسبب زحاماً كبيراً، بينما في الاتجاه المقابل الطريق شبه خالٍ أو على الأقل كثافته منخفضة جداً، ولذا أعتقد من المناسب تحويل الاتجاهين لاتجاه واحد خلال ساعات الذروة، وهذا معمول به في بعض الدول ويحقق نتائج ممتازة.
2- يشكِّل موظفو القطاعين الخاص والعام رقماً كبيراً من هذا الزحام، مما يستوجب إيجاد حل متعلّق بهما، وإنني أرى أن تنظيم تنقلهم يعد أمراً ميسوراً، وسيحقق لهم ولطرقاتنا، وجودة حياتنا نتائج إيجابية مبهرة.
من هذه الحلول: حصر موظفي كل هيئة ومنظمة خاصة أو عامة، ومعرفة مقار سكنهم، ومن ثم التعاقد مع شركة الحافلات لنقلهم في غدوهم ورواحهم، بتهيئة نقطة تجمع يغادرون لأعمالهم من خلالها ويعودون إليها.
تخيلوا آلاف السيارات الصباحية والمسائية ستختفي من شوارعنا، ومعها آلاف الأطنان من الانبعاثات الكربونية!
إضافة إلى تعزيز الموقف المالي لشركة النقل.
3- باعتراف الجميع فقد حقق التعليم عن بعد أيام أزمة كورونا نتائج ممتازة، فلماذا لا يُعمل به لكثير من المواد خاصة لطلاب الجامعات وطالباتها؟!
جودة حياتنا في المدن الكبرى ينكّدها هذا الزحام المزعج، الذي لم يعد محصوراً في طريق دون آخر، بل صار سمة كل شوارعنا.
أن الأمر جد مهم وجدير بالدراسة الفورية، لعلنا نخرج بما يحقق جودة حياة حقيقية.