سهوب بغدادي
حمدًا لله أن مملكتنا الحبيبة -حماها الله- تشهد فورة من الازدهار في قطاع السياحة، خاصةً مع إتاحة التأشيرة السياحية خلال السنوات القريبة الماضية وتهافت السياح من كافة بقاع الأرض إلى هذا البلد المكنون، ليكتشفوا المعالم التاريخية العريقة ابتداءً من عبق الماضي وصولًا إلى بهاء الحاضر، بالإضافة إلى الثقافة السعودية المفعمة بالكرم ومكارم الأخلاق وحسن الضيافة وغيرها، فلن يفهم الشخص ماهية البلد إن لم يزرها ويرى بأم عينيه، فيما نرى أغلب الزوار الأجانب منبهرين بمختلف جنبات مملكتنا، ويتجلى ذلك في تعبيرهم المباشر وغير المباشر عن تجربتهم في المملكة ورأيهم في شعبها الأصيل، سواء من خلال التواصل المباشر وجهًا لوجه أو عبر مايدور في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك أمر بديع، في هذا النسق، أكبر دور وزارة السياحة وكافة الكيانات المساهمة في رفعة وتطوير النطاق السياحي وكافة المجالات البارزة اليوم في وطننا، الأمر الذي أدى إلى خلق فرص جديدة لأبناء وبنات الوطن، على سبيل المثال لا الحصر مهن الفندقة والإرشاد السياحي، والأخيرة تعد مهمة للغاية، باعتبار أن المرشد السياحي بوابة متحركة للمعرفة وقوة ناعمة مؤنسنة لعكس هوية دولة ما، على هامش الأمر، أخبرني أحد الممارسين لمهنة الإرشاد السياحي أن ردود أفعال زوار حي البجيري التاريخي في الدرعية تتراوح بين الإعجاب والانبهار، كما أشار إلى أن أغلبيتهم يظنون أن تسمية حي البجيري أتت تيمنًا بالسيد جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، إذ ربط الزائر بين شدة ترحيب السعوديين بالثقافات المختلفة وتسمية هذا الحي التاريخي باسمه، إنه أمر طريف وينم عن انعكاس ثقافتنا وترحيبنا إيجابًا على نفوس الزوار ولله الحمد والمنة، من هنا، يحبذ أن تقوم الجهات القائمة على المواقع التاريخية والسياحية بشكل عام بالتعميم على المرشدين السياحيين والعاملين في هذا القطاع إبراز الأسئلة الشائعة والإجابات الصحيحة المحتملة من الزائر، بالإضافة إلى نشر اللوحات الإرشادية والتعريفية بالمعلم السياحي والتاريخي بأكثر من لغة وتضمين أسباب التسمية وتاريخها ومعنى المكان لغويًا، لتجنب حصول لبس في المعلومات، ونقلها بطريقة مغلوطة.