حياة المرء بهذه الدنيا ممر، إن أحسن استثماره، كسب محبة الله وعباده.
هذه القصيدة أخاطب فيها رفيقة العمر، أذكِّرها بالاجتهاد في هذه الليالي المباركات، لتذكّرني بما يجب علي أن أفعله.
كما أن القصيدة تنثر نصحاً رقيقاً، خاصاً لمن أضاع أيامه في ملذات الهوى وشهوات الدنيا، كي يبادر في كسب رضا ربه وخالقه.
اللَّهم قدَّر لنا الصيام والقيام، وأكرمنا برحمة منك وغفران وعتق من النيران.
يا جمالًا زانه همسُ اللمى
هائمًا بالحبِّ لكن كتّما
فاقَ بالحسنِ ورودًا نفحُها
غارتِ الأقمارُ منه فسما
آيةٌ في الخُلْقِ في أوصافِه
مثلُهُ لا لن يُرى أو يُرسما
يا رفيقَ الدربِ إني ناصحٌ
واثقٌ فيك ولكن ربّما
شدَّني الشوقَ ونادني الحِمى
وبدا الصبحُ يُحيِّي الأنجما
وتغنّى الطيرُ في أفنانِه
وتجلّى كلُّ شيءٍ مُبْهما
هلَّ شهرُ الخيرِ في أندائِه
جاء بالبِشْرِ نديًا مكرَما
ذاك من ربٍّ كريمٍ عفوُهُ
فابتعدْ عن كلِّ فعْلٍ حُرِّما
واقرأ القرآنَ، ادركْ عمقَهُ
يسكبِ القلبُ سرورًا مُفعَما
فصيامُ المرءِ منجاةٌ لهُ
في تهاجيدِ الليالي أسهما
وزكاةُ المرءِ أبوابٌ لها
في ثوابِ اللهِ أجرٌ قد نما
كم فقيرٍ ضاقتِ الدنيا بِه
وعفيفٍ في دجى الفقرِ ارتمى
ومساكينٍ تراهم جُوّعًا
كن لهم حضنًا لترقى سلّما
واصنعِ المعروفَ لا تبخلْ بهِ
سوف تلقاهُ وتُجزى الأنعما
مُنتهى أمري لربّي خالقي
من طحا الأرضَ وللبيتِ حمَى
يا بني الإيمانِ هُبُّوا إنَّنا
في ليالٍ غيثُها فينا هَمَى
فيهِ عتقٌ فيهِ عفوٌ غامِرٌ
فيهِ غفرانٌ سيروي مِن ظَمَا
إنَّني أرجوكَ ربِّي تائبًا
محوَ ذنبٍ من فؤادٍ قد عَمَى
فأنا العبدُ الذليلُ المُبتَلَى
وفؤادي لعطاياكَ انتمَى
فجنانَ الخلدِ ربي أبتغي
وملاذًا أرتجيهِ مغنما
**
- شعر: سالم بن محمد المالك