نسائم رحمات شهر الخيرات هلّت وعبير الجنان فاحت وأزهرت، بقدوم شهر رمضان الخير والبركات بعطايا المولى ومنحه الربانية، فكن أنت السعيد.
أخي المسلم في هذه الفريضة التي أمرنا بها المولى لصيام رمضان وقيامه، الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات وتمحى به السيئات، كن من أولئك الذين هذبت نفوسهم وقويت قلوبهم.
القلوب يا رمضان بك مرحبة ولوجودك بيننا من ساعات وأيام مهللة ومترقبة ولأماني الله طالبة وخاشعة بقلوب وجلة وخائفة، من أن تمر علينا هذه الفضائل والنفحات الربانية ونحن مقصرون. فاغنم أخي المسلم بالتزود بجميع أنواع العبادات التي ترضي المولى عز وجل ويضاعف لنا فيها المثوبة والأجر.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : قال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه:
«لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه».
فكن حافظاً لقلبك من الوقوع في الزلات والمحرمات ولسانك عن الوقوع ببذاءة القول والتلفظ بما يجرح الخاطر والنفس البشرية، وليميز الإنسان في انتقاء كلماته خاصة ونحن في هذا الشهر الفضيل بما يتوافق مع ما تعلمناه وعقلناه من رسولنا الكريم كما قال: «الكلمة الطيبة صدقة», وكما قيل «المرء بأصغريه قلبه ولسانه».
فلتكن أخي المسلم المتحكم في عثرات اللسان، ولتحفظ قلبك عن الإتيان بالجوارح
المفسدة للصيام، فإن خاصمك أحد أو شاتمك فلتقل وتتجمل بقول الكريم «إني امرؤ صائم».