محمد العبدالوهاب
تحتفي كل دولة من دول العالم بيوم علمها.. منها من تتغنى باستعادتها بعد الاحتلال.. ومنها من تحتفل بعد تحريرها من الاستعمار.. وأُخر من تبتهل بعد أن اعترف العالم بتصنيفها بمسمى دولة.. بينما وطن العزة والقيمة والسيادة احتفى بذكرى توحيد أراضيه ووحدة شعبه وبهويته الوطنية، منذ أن أقر فيه الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) شكله الذي نراه اليوم، تعلو فيه هامته شامخاً ومرتكزاً كالجبل الأشم يحمل النور المسطر كدلالات دينية وما يرمز إليه من كرامة هذا الوطن الطاهر المعطاء (قبلة) العالم الإسلامي.. عاش العلم مرفوعاً في أنحاء وطن العطاء والانتماء والولاء تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله).
آسيوية (بنكهة) خليجية
رغم ثقتي بأن فريقاً سعودياً سيكون طرفاً نهائياً لغرب آسيا، وقبل انطلاقتها ما لم يكن هناك خفايا أيادٍ تحكيمية كيدية جائرة كعادتها، إلا أن فرقنا ممثلة الوطن، الهلال والاتحاد والنصر والفيحاء، عززت من ثقتي إلى تطلع وطموح أكبر للوصول إلى ما هو أبعد من فريق واحد منافس على نهائي غرب آسيا، لولا قرعة الأدوار الإقصائية التي جعلت كلاً منهم يقابل شقيقه السعودي الآخر وعلى طريقة - أمرّهمْ حلو - ومنذ دور الـ 16 إلى ما قبل النصف النهائي، ليؤكدوا من خلالها علو قدم الكرة السعودية بالقارة الآسيوية، مجددين فيها تلك اللوحة المعبرة والجميلة عن مضمون الكرة السعودية وفرض سيادتهم كأكثر الأندية تحقيقاً لألقابها وبمختلف مسابقاتها - دوري وكأس وسوبر - يتزعمهم الهلال ثم الاتحاد ويليهما النصر والقادسية والشباب.
أقول: ها نحن على مقربة من مواجهة من العيار الثقيل بنصف نهائي آسيوي وبنكهة خليجية ، بعد أن تفوق (العين) وبالعين المجردة بمواجهة النصر بفوز جدير ومستحق في لقاء كروي مثير في المستوى والندية (وبدينامكية) الأحداث وتسجيل الأهداف حتى حسمتها ضربات الترجيح بأبنفسجية اللون، وبالتالي تأهله لمواجهة ممثلنا الأوحد بهذا الدور تحديداً، أما (الهلال) كبير آسيا أو الاتحاد متمنياً أن يحقق الزعيم أو العميد آمال محبيها وعشاقها بإنجاز كروي وطني سعودي جديد.
جولة الفوز.. لا غير
جاء هذا الأسبوع حافلاً بالنتائج والمستوى والأهداف لغالبية فرق دوري روشن بالجولة الماضية لدرجة خيّل لي وكأنها - خروج مغلوب - بيد أنه لم يسجل من خلالها أي تعادل! مما يؤكد أنها أخذت طابع الأهمية لجميع فرقها، إذ واصل الهلال سلسلة الانتصارات بدون خسارة متربعاً على صدارة المسابقة وبفارق نقطي كبير عن أقرب منافسيه، وسيبقى الدوري مثيراً ومليئاً بالمتعة والتشويق خصوصاً بفرق متوسطة الترتيب التي تسعى للمنافسة إلى مراكز متقدمة - لعل وعسى - تجد لها موطئ قدم بالمشاركة في بطولة آسيا اوالسوبر المحلي، وأخرى تنشد الهروب من مؤخرة الترتيب كنجاة من شبح الهبوط، والذي تحتلها حتى الآن الطائي وأبها والحزم.
تصريحان جديرة بالذكر
ليس بالضرورة أن يكون التشويق والمتعة الكروية في الملعب فحسب، بل أحياناً تكون هناك متعة وإبهار فني خارج الملعب، تشدك إعجاباً وفكر تدريبي تنشيطي للذاكرة، تصريحان لمدربين كبار أحدهما (جيسوس) الهلال الذي قال: لا أهتم بالأرقام بقدر تطلعاتي للمزيد من الألقاب فأنا لدي أبطال أحتار في اختيار أي منهم لتنفيذ خططي واستقرار الفريق بثقافة الفوز، في المقابل يقول (كاسترو) النصر: لايوجد لدي لاعبون خصوصاً في خط الدفاع، ولهذا كان الفريق منذ سنوات بعيداً عن البطولات.. مسترسلاً: ماذا كانوا يعملون الذين من قبلي هل كانوا يبحثون عن الأعذار؟!!
وللأمانة فقد قرأت من خلال ما أدلى به المدربان عمق الترابط والعطاء بما يدور خلف الناديين الكبيرين من فكر إداري وفني وبيئي، وبالتالي ليس بالضرورة أيضاً أن أقول: صفقت لمن!!
آخر المطاف
لكل الأحبة والاصدقاء والقراء، ومن تجمعنا الآمال والطموحات وتوحدنا لغة الحب والوفاء لهذا الوطن المعطاء، أهنئكم برمضان المبارك شهر الخير والعطاء والغفران. وكل عام وأنتم بخير.