د. محمد بن عبد الله المشوح
لقد أولت بلادنا الغالية المَملكَة العربيَّة السُّعوديَّة الموروث الثقافي غاية العناية والأهتمام، وكان ذلك عبر مسارات متعدِّدة، واتِّجاهات كثيرة، سواءً كانت على المستوى الرَّسمي أو على المستوى الاجتماعي والأهلي.
وكان من أهم مظاهر هذه الاهتمامات؛ تخصيص مقام مجلس الوزراء عام (2024م) ليكون عامًا للإبل، وتلقت الجهات المعنيَّة في المَملكَة العربيَّة السُّعوديَّة هذا التَّوجيه السامي الكريم بمزيد من الاهتمام والعناية عبر إقامة بعض المناشط والأعمال الَّتي تتوافق وتزيد وتُكرِّس هذا الاهتمام الرَّسمي في أعلى مستوياته.
ولا شكَّ أنَّ قيام نادي الإبل بالعديد من الأعمال والمناشط الثَّقافيَّة في عموم مناطق المَملكَة العربيَّة السُّعوديَّة يؤكِّد ويُكرِّس هذا الاهتمام.
ولقد سررت غايَّة السُّرور في المشاركة في مهرجان الإبل وجادة الإبل في حائل قَبل أيَّام، وسرني ما شاهدته من حضور غفير، وزحف من قِبل الأهالي والجماهير، ليس في منطقة حائل فقط، بل في عموم مناطق المملكة إلى هذا المهرجان الَّذي تمَّ تجهيزه وِفق أجمل وأتقن وأدق الإمكانيات والمواصفات.
ثُمَّ ما حمله هذا المهرجان من مناشط ثقافيَّة، سواء كان عبر النَّدوات والمحاضرات أو العروض الأخرى والتى تؤكِّد جميعها الرَّغبة الجادَّة من الجميع في أن يشاهد الزائر ما يسره.
وكان لي شرف المشاركة عبر محاضرة عن «معجم الإبل» الذي ألَّفه معالي الشَّيخ مُحمَّد بن ناصر العبودي عن الإبل وما حظيت من اهتمام في الشِّعر العربي الشَّعبي في بلادنا المَملكَة العربيَّة السُّعوديَّة، وشواهد ذلك في جميع صور الإبل الذي استحضرها الشعراء طيلة أكثر من ـ(300) عام.
وسررت غاية السرور من التَّرتيب المتقن والاهتمام الكبير الذي قامت به اللّجنة الثَّقافيَّة في هذا المهرجان فكان له الأثر الواضح في نجاحه وانبهار النَّاس بهذا العمل والمشهد الثَّقافي الكبير.
في الختام أقدِّم جزيل شكري وتقديري للزُّملاء في مهرجان الإبل في جادَّة حائل على ما لقيناه جميعًا من اهتمام ورعايَّة وحسن استقبال، إضافة إلى تفاعل الأهالي جميعهم، والزوَّار بكافَّة مستوياتهم وطبقاتهم بهذه الفعاليات الثَّقافيَّة المقامة، والَّتي غطَّت جميع الشرائح المهتمَّة بذلك.