أحمد بن عبدالرحمن السبيهين
في إحدى الليالي الصيفية، بينما كنتُ أتجوّل مع أحد الأصدقاء، مررنا بدارٍ للأيتام، فنادانا طفلٌ أحمر الشعر لا يتجاوز عُمره الأربع سنوات، قائلاً: «مرحباً يا أبي»!
نظرتُ وصاحبي كُلّ منا إلى الآخر بذهول، ثم نظرنا إلى الطفل، الذي قال بانكسار: «لا ضرر من المحاولة، أليس كذلك»؟
فضحكنا وواصلنا المسير.. ولكني لسببٍ ما لم أستطع أن أنسى كلمات ذلك الطفل اليتيم الأحمر الشعر.
بعد أسابيع قليلة زرتُ صديقي في منزله، واكتشفتُ أنني لستُ الوحيد الذي تأثّر بكلمات ذلك الدبلوماسي الصغير؛ فقد كان هنالك عضو جديد في عائلة صديقي يلعب مع الأطفال في حديقة المنزل.. إنه الطفل الصغير الذي وجد حقّاً أن لا ضرر من المحاولة!
إن كُنتَ ريحاً فقد لاقيتَ إعصاراً
عندما جرت ترقية المُلازم الشاب في الجيش البريطاني إلى رُتبة نقيب، نُشر الخبر في صحيفة «لندن جازيت»، عن طريق الخطأ، بأن الترقية تمّتْ بتاريخ 1 إبريل 1041 بدلاً من 1 إبريل 1941.
وفي تلك الليلة، حين كان يحتفل بهذه المناسبة مع زملائه، أقنعوه مازحين أن يتقدّم بالمطالبة بحقوقه المالية، بأثر رجعي منذ عام 1041! فاستجاب لهم وقام برفع المطالبة عبر القنوات الرسمية.
ومع أنه ندم على ما فعل في اليوم التالي، وخشي من عاقبة هذا العبث التي ربّما تصل إلى محاكمته أمام القضاء العسكري، إلا أنه بعد مرور عدّة أسابيع، وصله خطاب رسمي يفيد بأنه:
«بعد مراجعة مطالبتك بالحقوق المالية التي تعود إلى ما قبل 900 سنة، فقد وُجدتْ نظامية، وسيتمّ إيداع المبلغ المترتّب على ذلك، وتبلغ قيمته 39,999 جنيهاً، في حسابك البنكي.. ولكن يبدو أنك لم تكن على اطّلاع على بندٍ في لائحة التعويضات؛ يقضي بمسئولية الضابط بصفة شخصية عن فُقدان أيّ أسلحة أو جياد أثناء الحرب بسبب الإهمال، وعند موت الضابط المسئول فإن المسئولية تنتقل بالتدريج إلى الضابط الذي يليه في الرُتبة والباقي على قيد الحياة.. وهكذا.
وحيث إن خطابك يُثبت بصورة قاطعة، أنك اليوم الرجل الناجي الوحيد في معركة «هاستينجز» التي وقعت سنة 1066، حيث فُقد عدد عشرين ألفاً من الخيول، التي تبلغ قيمة الواحد منها جنيهين، وذلك بسبب الإهمال، فإن مسئولية دفع قيمتها البالغة أربعين ألف جنيه تقع عليك.
ولذلك فقد قُمنا بتعديل المبلغ المستحق لك، ليكون مُطالبةً بمبلغ جنيه واحد، تقوم بدفعه لصالح حكومة صاحب الجلالة»!
تعريفات لاذعة
- الرجل الغني: هو الشخص الذي لا يخشى من سؤال البائع أن يُريه بضائع أرخص من المعروضة في المحل!
- البراعة: هي الجزء السرّي من الأفكار، التي لا نُصرّح بها للآخرين!
- الشتاء: هو الفصل الذي نُحاول فيه أن نُبقي منازلنا دافئة كما كانت في الصيف؛ عندما كٌنّا نشتكي من شدّة الحرارة!
أقوال
- يقول المخترع تشارلز كيترينج: «أنا أهتمّ كثيراً بالمستقبل، لأنه المكان الوحيد الذي سأقضي فيه بقيّة حياتي».
- يقول السير هارولد نيكلسون: «إن سرّ الزواج الناجح: مُعاملة الكوارث كالحوادث العابرة، والحوادث العابرة كالكوارث».
- قيل: «مثلما تُطفئ الريح الشموع، فهي تُشعل الحرائق، ولذا فإن غياب الاهتمام بصداقة فاترة، يفتح المجال لصداقات أُخرى وثيقة».
طرائف
- كُتب على لوحة على جانب الطريق السريع في ولاية تينيسي: «إنتبه.. عندما تغمر السيول هذه اللوحة، فإن الطريق لا يُمكن اجتيازه».
- كتب أحد المؤلّفين إهداء أحد كُتبه، كالتالي: «إلى زوجتي العزيزة، التي لولا تغيّبها المستمر عن المنزل، لما تمكّنتُ من تأليف هذا الكتاب»!
** **
- مجلّة «ريدرز دايجست» – شهر يناير 1946