حامد أحمد الشريف
في هذه المجموعة نجد أن الكاتبة تُظهر بالفعل براعتها في الكتابة الوجدانية الشاعرية الجميلة ولغتها الآسرة التي ترقى إلى أن تكون شعرًا؛ لولا غياب الوزن والقافية والموسيقى الشعرية، فكان الإحساس المتدفق من خلال الكلام لا يمكن نكرانه، ويصعب علينا تجاوزه.
ولكن، طالما أن تبويب المخطوطة يندرج ضمن أدب القصة القصيرة فلا مناص من استخدام قواعد كتابتها، بعيدًا عن كل هذا الجمال الكتابي، ووقتها لا يسعنا الصمت على النواقص الجلية التي لم تدركها بعض القصص، وبالأخص ما أتى منها في بداية هذه المجموعة.
فرغم وجود الحكاية في بعضها، إلا أنها ظهرت بصورتها الخبرية، ومباشرتها السطحية، أو بشاعريتها المفرطة.
وكما هو معلوم، فإن القصة القصيرة لا تعتمد على الحكاية وحدَها ولا على المشاعر، وإنما تصطحبهما معها، وتُخضعهما لأدوات الكاتب، وقدرته على إعادة تدويرهما في مطبخه السردي التخييلي وصنع حبكة درامية معينة، من خلال اهتمامه برسم البداية المشوقة، وصناعة النهاية المدهشة، ومحاولة إشعال فتيل التلقي بطريقة جيدة، والتوظيف الأمثل لعنصري التشويق والإثارة، والاهتمام بتنامي الصراع، والتناوب بين ذروته وبدايته ونهايته في ربط العقدة وحلها، ناهيك عن تضمينها العمق الإثرائي أو الدلالات النصية باشتراطاتها، التي ترفض ظهورها كمغاز في مستوى القراءة الأول، وتجعل منها، منحة تقدم للقارئ المثابر أوللنقاد الجادين، مع الاهتمام بذكاء النص وخصوصية تلقيه، أو لنَقُلْ نخبوية التلقي في مستويات قراءته المتعددة.
وكل ذلك يفترض أن يُبعد النص عن المقالية التي توظِّف الحكاية أحيانًا لإيصال المغازي بطريقة مباشرة من خلال الشروح، والاستفاضة في الحديث عن توجهات الكاتب، وهو ما ظهر في بعض النصوص، وكان أكثر ظهورًا في نص «مثالية» الذي يروي حكاية أسرة مثالية، ويضيء على فهمنا الناقص لهذه المثالية في المشرق العربي، وهي تعد كتابة مقالية بامتياز رغم وجود الحكاية، ويصعب في ظني إدراجُها ضمن أدب القصة.
وهي الحال نفسُها التي رصدتها مع نص «بين الماضي والحاضر» الذي يروي حكاية السحر الأسود في أفريقيا، إلا أنه لم يتخلص من المقالية وتوظيفه النص لقول ما يريده الكاتب بطريقة مباشرة، أي أننا أمام مقال آخر، رغم اتساع مساحة الحكاية واستحواذها على كامل النص تقريبًا، وكان باستطاعة الكاتبة تحويله إلى قصة لو خلصته مما يسوؤه وينوؤه، وغمسته في أدب السرد بتطبيق معاييره المعروفة، لكنها لم تفعل وسنعرف لاحقًا أسباب ذلك.
وأتت بعضُ النصوص، لتدور في فلك الخواطر والحديث الشاعري عن بعض المواقف دون الالتزام بمعايير القصة القصيرة أيضًا، كنص «على مرمى قبلة»و»سرير العشق» وباقي القصص التي نحت نحوهما.
بينما ذهب بعضها باتجاه الكتابة السيرية كقصة «بريجيت» و «آمال» التي وظفت فيها حكاية الخادمة الزنجية، وظهرت المؤلفة بشخصيتها الحقيقية كلبنانية زائرة لبلد أفريقي، وبالطبع كل ذلك يضعف السرد ويجعلنا ننظر إلى النص على أنه جنسٌ آخر من الأدب.
وبودي أن أهمس في أذن الكاتبة، بتغيير تبويب الكتاب، واستبعاد التجنيس القصصي، كما كان يفعل المنفلوطي، وعباس العقاد، وطه حسين، وإبراهيم أصلان، وكثيرٌ من الكتاب الكبار، وبذلك تصبح الكتابة رائعة وجميلة، ويمكن الاحتفاء بها، والالتفات لقيمتها الكتابية، واعتبارها نصوصًا متنوعة، تحوي قصصًا ومقالاتٍ إبداعية غاية في الروعة، ولعلنا نستفيد نحن كقراء في اكتشاف عنصر مهم جدًا في الكتابة، يشير إلى أن اللغة وحدها، لا تصنع جنسًا أدبيًا متخصصًا كالقصة أو الرواية، وأن على من يمتلك ناصية اللغة، اختيار الوعاء الأدبي الذي يسكب فيه لغته الجميلة، بالمعايير التي يحددها هذا الجنس أو ذاك وتكون في متناول أدوات الكاتب.
ولكن، مرة أخرى فإن المجموعة لم تفصح عن كل أسرارها من خلال بدايتها، فإذا ما استهوتك الكتابة الوجدانية، والشاعرية الجميلة، واللغة المتقنة، ومضيتَ إلى نهاية الكتاب، فستجد نصوصًا لا ينطبق عليها شيء مما ذكر، كقصة «تناقضات» التي استوفت_في ظني_ معايير القصة القصيرة، فرغم غياب الصراع الحقيقي داخل النص إلا أن المونولوج الداخلي تكفَّل باستحضار وإدارة صراع من نوع مختلف، لا يقل جمالًا ولا يخلو من الإثارة والتشويق، اللذين تكفل بهما غموض متنامٍ بلغ مداه عند الاقتراب من النهاية، عندما أفصحت القصة عن مغزاها، وهي تأخذنا مرة أخرى باتجاه العنوان، لتطلعنا على المفارقة التي عاشتها الفتاة، بين تعلقها برجل لا يبدو أنه يحبها، بينما هي قريبة من رجل يعشقها؛ لكنها لا تحبه، وكان في ذلك تصوير جميل للتناقض الذي غالبًا ما تعيشه المشاعر في إقبالها وإدبارها، وفي الأمر تفصيلات كثيرة استخدمت هذه القصة كنافذة تطل عليه.
وفي قصة «سلم الأحلام» نجد أن الساردة عادت مرة أخرى للإمساك بزمام السرد وتطبيق مقتضياته، ولكنها خلطت بين الراوي المتكلم السنيد؛ الذي يصف حال البطل ويقف على بعد خطوات منه، وبين الراوي العليم الذي ينقل كامل الحكاية، فتكاد كقارئ تتوه بينهما، بخلاف وقوع النص في التلغيز؛ والطلسمة التي يصعب فك شفرتها، ما يقف حائلًا أمامنا للوصول إلى عمق النص ومغازيه الخفية ودلالاته النصية إن كانت موجودة، ويفقد النص قيمته ولو من هذا الباب.
وإذا ما عدنا للحديث عن القصص الإبداعية المكتملة تلوح لنا في الأفق قصة «دمع الغياب» وإن كانت كسابقتها تحمل شيئًا من الرمزية التي صعَّبت فهمها، وبالتالي عدم القدرة على الوصول لمغازيها، فالقصة لم تفسر سبب ارتماء البطلة في أحضان الـمُغنِّي، رغم أن ما كان يميزه فقط عزفه، والأنغام والكلمات التي كان يدندن بها واجتذبتها، ما يجعل القارئ يستهجن اندفاعها نحوه وتقبيله، كما يعود ويتساءل أين هو؟ -أي العازف- من الحالة الوجدانية التي كان عليها وجعلته يعيش مع نبضات قلبه ولا يدرك شيئا مما يحيط به، وقد أجادت الكاتبة بالفعل في وصف الحالة التي كان عليها؟ وأظن أن القصة أضعفتها هذه النهاية غير المبررة، والبعيدة عن المنطق، وإن كان بعض النقاد يرفض مناقشة النص من خلال حمولته الدلالية ويستهجن محاسبته بطريقة منطقية، لكنها تظل وجهة نظر ينبغي قولها، فالمنطقية السردية مطلب أيضا، يتبناها كثير من النقاد.
وفي قصة «السبعون» تتكرر مبادرة الراوي العليم في الإمساك بزمام الحكي وتبدو القصة مكتملة، غير أنها كسابقتها تفتقر للعمق والثراء، فالقصة لم تخرج عن إطار الحكاية ولم يظهر أن الكاتب نقلها من الواقع المحض للمنطقة الوسطية التي يتلاقى فيها الخيال بالواقع ويمتزجان معا ليهديانا قصة إبداعية بحبكة متقنة، فحكاية كبر السن، وصعوبة الحياة، والتشبث ببارقة الأمل، والحب المنتظر، كلها مجرد قراءة ظاهرية لا تأخذ بأيدينا للتفكر والارتباط بعمق النص، بخلاف أن عنصر التشويق والإثارة التي تشكل احتياجًا حقيقيًا للمتلقي؛ غابت بالكلية، ولم تكن المقدمة والنهاية بالجمال المنشود، فالبداية أتت صريحة والنهاية متوقعة، وكل ذلك يشكل ضعفًا في كتابة القصة القصيرة.
في «موت بحري» لا تبدو الفكرة التي بُني عليها النص مفهومةً؛ ويصعب التأكد من مغازي القصة، ما يعني أن مستوى قراءتها الأول غير واضح، وإن كانت تشير فيما يبدو لمراسمَ جنائزية، وميتٍ يتحدث وهو في حياة البرزخ أو في طريقه للحياة السرمدية، التي يلتقي فيها بمحبوبٍ فقده منذ أمد بعيد، والمفارقة الجميلة في هذه الحكاية رغم صعوبة فهمها، تتلخص في فكرة أن اللقاء بين المحبين بعد وفاتهم، يختلف عن تلك اللقاءات المعتادة، فالحبيب الذاهب لهذا اللقاء بإرادته لا يزال يشتهي المحبوب ويتمنى الارتماء في أحضانه، وهو ما قد لا يتحقق في تلك الحياة، وأظن أن هذه المفارقة -لو صحت قراءتها- ربما تمنح القصة عمقًا ما، وبالتالي نجاحها لولا الصعوبة التي رافقتها وأثرت على تلقيها، ولعلي أهمس هنا أيضًا في أذن الكاتبة، بأن بعض النصوص كانت بحاجة لمزيد من السيميائيات والشواهد التي توصل المعنى المراد أو لنقل تحيي الدلالات النصية وتعمق تأثيرها.
ومع ذلك فأنا لا أستطيع إخفاء إعجابي الكبير بقصة «امرأةٌ في المرآة» التي استهوتني بحق، وأشعرتني بالقيمة القصصية التي تمتلكها الكاتبة، فالمرآة غالبًا ما تكشف الواقع الذي نعيشه، وتوقفنا على الحقيقة المرة التي نهرب منها، وقد تصيبنا بالصدمة لو حدقنا فيها بشكل مفاجئ، وظهرت لنا التغيرات التي لا نريد رؤيتها، ورغم أننا لا نزال ندور في فلك خريف العمر، لامرأة اكتشفت فجأة أنها لم تعد بالنضارة التي كانت عليها، وتكرر ذلك في عدد كبير من القصص، إلا أن الحديث عن مرحلة الإدبار التي يعيشها الإنسان، تستحق بالفعل أن تُروى، وأن نتوقف عندها؛ ونفرد لها أكثر من مجموعة قصصية، خاصة بالنسبة للمرأة التي كانت يومًا ما محط الأنظار وفتنة للناظرين، كيف سيكون حالها وقد أفل نجم جمالها وأصبح ذكرى تؤرقها، وتزلزل كيانها، وربما تحاول الهروب من هذا الواقع الصعب؟!
والعمق الذي يستوقفنا في هذه القصة، وأشعر بقيمته الكبيرة، يتعلق بفلسفة أيهما أسعد للمرأة على المدى الطويل؟ أن تكون فاتنة في شبابها، وتبكي هذا الجمال بقية حياتها، أو تكون متوسطة الجمال، فليس هناك ما يبكيها في بقية أيامها؟! وفي ظني أن التوسط هو الخيار الأنجع في كل أحوالنا… حكاية جميلة بالفعل وقصة غاية في الروعة شعرت بها من هذه الزاوية. وأظنها ستترك مساحة كبيرة للتحاور حول هذا المغزى وفي قصة «رحيل مفاجئ» رغم اختلاط الحلم بالواقع، والخيال بالحقيقة، والابتعاد والاقتراب في ذات التوقيت، والخيانة والعشق، والسعادة والفرح، إلا أن الحكاية كانت عميقة، وتعبر بالفعل عن المشاعر التي تجتاح المرأة في علاقتها بالرجل، والمكابدة التي تعيشها نزولًا عند هذه المشاعر القاتلة، التي لا يكون لها ذات التأثير عند الرجل إلا فيما ندر، وبرغم أننا لا نزال نعيش اليأس الذي تشعر به امرأة مضى قطار عمرها، إلا أننا موعودون في كل مرة بالاطلاع على أسرار نسائية، لا يمكن الوصول إليها على الأقل بالنسبة لنا كرجال، إلا إذا قررت امرأة أن تفصح عنها، وتتحلى بالصدق والحياد في ذكرها وهو نادرٌ أيضًا، ويجعلنا نتلقفه سريعًا ونهتم به متى ما وجد، ذلك ما نجحت فيه الساردة على الأقل في قصصها الأخيرة، التي يظهر أنها كُتبت في زمن غيرِ زمن كتابة القصص الأولى.
وفي قصة «فلسفة نظرة وامرأة» نجد بالفعل أن هناك فلسفة جميلة تحيط بنظرة الرجل لامرأة تخلع ثيابها، وكذلك نظرة المرأة لرجل يخلع ثيابه، ولكن الجميل في هذه الحكاية فلسفة الخيال، حيث إن أجمل ما نعيشه في حياتنا يكون مجرد خيالات لا أساس لها، في ظل أن الواقع لا يكون عادة بالشاعرية والجمال الذي ننشده، أعجبتني كثيرًا هذه القصة العبقرية وحوت عددًا من التقنيات السردية الرائعة، لعل أظهرها تقنية الحوار السردي بكل أنواعه الداخلي: ما كان منه مونولوجًا أو مناجاة أو تيار وعي متدفق، وكذلك الخارجي التبادلي وخلافه، والتداخل العجيب بين كل هذه الأنواع المختلفة من الحوارات الإبداعية التي ظهرت باحترافية كتابية جميلة دون الإضرار بالحبكة أو بشاعرية النص، والحديث عن هذه القصة يطول، لكنني سأتوقف مجبرًا لضيق الوقت وأكتفي بلفت نظر ناقدنا المبدع الدكتور عبدالجبار علي حسن بأن ما يشتهيه من الحوار القصصي الإبداعي سيجده في هذا النص المختلف… وفي قصة «سناجب ذكرى» كانت المفارقة الجميلة في حاجتنا لمن نُسمعه صوتَنا حتى لو كان لا يتجاوب معنا، فقط نبوح بهمنا أمامه، ولأن ذلك يصعب مع بني جلدتنا، لأسباب متعددة، فكان البديل المرآة أو الجدار، وهنا كانت المفارقة الجميلة في هذه الحكاية باختيار «السنجاب» كمستمع لشكوانا ومستودع لأسرارنا، وفي ظني كان خيارًا جيدًا، بحكم أنه يصون السر مجبرًا، فهو لا يجيد الحديث بلغتنا، وذاكرته لا تستوعب غير ما يتفق مع أسلوب حياته الفطرية، وهو يفتقر بالفعل للمشاعر المزعجة التي أرَّقت بني البشر وأثقلت عليهم، كما جاء على لسان بطلة القصة، في وقت يتميز عن بقية الحيوانات، بوقوفه أمامنا والتحديق في وجوهنا والتظاهر بسماعنا، وإحاطتنا بنظراته الفاحصة، فكان لمنحه البطولة أمام عاشقة، تكاد تنفجر من ثقل الأحاسيس التي تجيش في صدرها، اختيارًا إبداعيًا بحق، ولعلي مع هذه القصة وبقية القصص، بدأت أشعر أن التعبير عن هذه الأحاسيس كان هو الهاجس الأساس لدى الكاتبة وبعدها يمكن النظر في المعايير الأدبية المختلفة، وقد حدث ذلك بالفعل مع كتابات إحسان عبدالقدوس القصصية، التي أسماها هو أيضًا نصوصًا ولم يقل أنها قصصًا، حيث يُظهر الالتزام بمعايير القصة، ويغيب دون التأثير على القيمة الإبداعية لكتاباته المتنوعة، وهو ما وجدتُه عند «إخلاص فرنسيس» التي لم تكن فيما يبدو تهتم بالقصة ككتابة إبداعية، على الأقل في هذه المجموعة بقر اهتمامها بالفكرة التي تريد إيصالها، وقد تأكد ذلك في أكثرَ من قصة أخرى منها قصة «سويسرا وصقيع الغربة» التي أتت كتجربة حقيقية، أو جزء من سيرة ذاتية أوردتها بدون تصرف.
ولعلنا نقول وقد وصلنا إلى النهاية: كانت الكاتبة بحصافتها وحاستها الأنثوية، تعلم جيدًا أن اللذة الحقيقية في النهاية… لقد فعلت ذلك بالفعل، وهي تودعنا بقصة «زوجة دون رجل»، ومع أن العنوان صريحٌ ومباشرٌ، إلا أنك لن تدرك معناه إلا بعد الإجهاز على كامل القصة، وربما لا يمكن لك تخيل أن تعيش «امرأة مع رجل» دون أن يكون قادرًا على النوم معها، في وقت يمارس دوره كاملًا كرجل شرقي، من خلال غيرته الجنونية وإغلاقه عليها ومراقبتها، وأدهى من ذلك قبولها هي بهذه الحياة، وهي التي لم تأخذ حقها الشرعي كزوجة، غير ثلاث مرات فقط خلال ثلاثين عامًا، لتحضر هنا القصة بكل أدبياتها، ومعاييرها، وتقنيتها، وأسلوب سردها، وبنائها، وبدايتها، ونهايتها، وتنامي صراعها وحبكتها المتقنة، وتكثيفها، وإيجازها، ومشهديتها المختزلة، والمكان والزمان والفكرة، وكأنها تقول لنا: ها أنا ذا أودعكم بالقصة التي تبحثون عنها، لنعود ونقول مرة أخرى: إن بعض الأقلام الإبداعية علينا قراءتها وفق توجيهاتها، وتذوقها بالطريقة التي تقررها هي، وتذكر جيدًا أن المعايير والأطر والمحددات إنما وضعت للمقلدين، في وقت ينفر منها المبدعون ويستمتعون باستباحتها.