سلمان بن محمد العُمري
لست بصدد الحديث عن فضائل وميزات يوم الجمعة الكثيرة، وهي معروفة معلومة، ودلت عليها الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، ومنها: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة».
سأتناول في هذه المقالة الوجيزة بعض الشواهد التي استوقفتني في هذا اليوم الفضيل خلال الجمع الماضية، ومنها:
* سيدة تقود سيارتها وينزل منها طفلان عند كل صلاة جمعة تتراوح أعمارهما من السادسة والثامنة، وتنتظرهما والدتهما خارج المسجد حتى تنتهي الصلاة، وهو ما يؤكد حرص الأم على حضور طفليها لصلاة الجمعة، وربما لبعد منزلهما عن الجامع، وهنا نقول: «قادت فأجادت».
* عامل بسيط من الجنسية الآسيوية يحرص على لبس الثوب الوطني لبلادنا(ثوب وغترة بيضاء ومشلح أسود) وكله فرح وسرور تعلو محياه، مردداً على كل من سأله عن سبب لبسه، «يوم جمعة عيد»، «ملزوم لبس نظيف وكويس».
* مشهد يتكرر يقوم به بعض فاقدي الإحساس والمشاعر ممن يتأخرون عن الصلاة ويؤذون غيرهم، حينما يوقفون سياراتهم أمام الممرات المؤدية لدخول المسجد، وكذلك إغلاق الممر المخصص لأصحاب العربات من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مما يعيق المرور عند الدخول والخروج من المسجد.
* على الرغم من قيام إمام المسجد أو المؤذن أو غيرهما بوضع لوحة «أصحاب الذوق الرفيع يتركون أحذيتهم في الأماكن المخصصة لها»، إلا أن البعض (يُصر) على رمي أحذيته في المداخل «أكرمكم الله» وبطريقة فوضوية متناثرة ذات اليمين والشمال، ولعلكم تتخيلون المشهد عند خروج المصلين من المسجد، وزد على هذا إعاقة طريق كبار السن والمعاقين!
* من المشاهد الملحوظة ظاهرة اصطحاب الأطفال إلى المسجد في يوم الجمعة، وهذا غرس طيب لتعويدهم على الصلاة وتحبيبهم لها، ولكن أن يحضر الطفل ومعه الجوال أو الآيباد فهذا «النشاز» الذي لا يليق بالأب عمله..!
لاشك أن بعض هذه السلوكيات المشينة والتصرفات الخاطئة تمثل شريحة قليلة يكمن عملها بقصد أو غير قصد، وربما تكون الأنانية مترسخة لدى البعض، ولا يهمه سوى نفسه.
فحري بنا إصلاح أنفسنا -قدر المستطاع- والعمل على نشر الخير، وتشجيع الآخرين عليه، وكف الأذى عن الآخرين.