ليلى أمين السيف
كثيرون يحبون مشاهدة الأفلام أو المسلسلات وغيرها من برامج الترفيه. ولكن من ذا الذي يتابع مسلسلاً أو فيلماً أو حتى برنامجاً ما ليتعلم منه فائدة أخلاقية أو عبرة اجتماعية.. إحداهن قالت لي مش ضروري نكون مثاليين ممكن بس نتفرج أي شيء حتى لو كان تافهاً.
مسلسل «نصيبي وقسمتك» أبدع مؤلفه عمرو محمود ياسين في كتابة القصص التي كانت ميزتها قصرها رغم أنها تحمل تفاصيل وحكايا كثيرة أفضل من كذا عمل فني كان مجرد حشو قد ينجح في جذب انتباهك بداية ولكنه لا يحمل أية قيمة فنية أو أخلاقية..
هذا المسلسل لم يحظْ بأية دعاية جيدة أو تنويه بمحتواه الفني الجديد جداً..
كل قصة تحمل عنواناً بمضمون جديد ورؤية مختلفة قد تكون تشبه الأعمال الفنية السابقة ولكن طريقة معالجة السيناريو والحوار المتماسك القوي تمنحنا تنوعاً مختلفاً عن الخيانة والإخلاص والحقيقة المؤلمة وغيرها من مفاهيم. وهكذا تسير باقي أجزاء المسلسل، حيث تناقش كل قصة موضوعاً معينا يخص المرأة والحياة الاجتماعية ككل، بل إنه يناقش كذلك مواضيع تمس العصر كالهولوغرام والروحانيات وقراءة الغيب والذكاء الصناعي..
مسلسل يتحدث كذلك عن مشاعر الإخوة وارتباطهم الجميل وأحاسيس المعاق وحقه في أن يعيش ويحب ويبدع..
دراما عربية مصرية جديدة بعضها من ثلاث حلقات وأخرى من خمس ولكنها نجحت في إيصال المشكلة وإيجاد الحلول.
مع مشاهدة حلقات المسلسل نكتشف أنها تتبنى عدة رسائل أهمها أنه على الإنسان أن يحسن الاختيار وإن أخطأ في اختياره فما زال هناك فسحة من أجل تصحيح مساره وعليه ألا يستسلم.. الاستماع لنصائح من نحب مهم جداً فهم أيضاً يودون لنا الخير..
على كل فبعض الحلقات رغم قصرها إلا أنها تسلط الضوء على مواضيع في غاية الأهمية.. حوار قد يكون بسيطاً ولكنه عميق يصل لقلب المشاهد ويجعله يفكر بجد.. يشعر بالذنب لأن نظرته تجاه ذاك المعاق كانت أكثر شفقة من أن تكون حقيقية.. أو لأنه ساهم في تمرير إشاعات أدت لإيقاع الأذى بأشخاص ليس لهم ذنب سوى أن الناس تحب تداول الإشاعات.. أيضاً تطرقت بعض الحلقات بطريقة ذكية عن التسوّق الهرمي والجشع الذي يصيب البعض من أجل كسب أموال البسطاء وقد كنت أنا إحدى ضحايا هذا التسوق المخادع.
فن راق يقدم رسالة فنية وأخلاقية في ذات الوقت بطريقة مختلفة وغير مباشرة.
كاتب محترم أبدع بطريقة لا يمكن وصفها..
شكراً للكاتب فهو محور هذا العمل..