عثمان أبوبكر مالي
خروج مرير لحق بفريق النصر من دوري أبطال آسيا، هو الخروج الثاني له من أهم بطولات الموسم، حيث يعتبر قبلها قد غادر (رقمياً) بطولة (دوري روشن) وتبقت له فرصة المنافسة على بطولة واحدة محلية وهي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله).
بذلك لحق (العالمي) بشقيقيه في (مشروع الاستحواذ) فريق الأهلي الذي خرج مبكراً من كل البطولات (المتاحة) له وفريق الاتحاد الذي غادر هو الآخر ثلاثاً من البطولات المتاحة له، بعد أن فشل في كأس العالم للأندية (لم يكن مرشحاً لتحقيقها في الأصل) وبطولة دوري روشن ودوري أبطال آسيا، وتبقت له بطولتان، هما بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وبطولة السوبر السعودي (بطولة ترضية) وخروجه منهما مسألة وقت.
خروج فرق الأندية الثلاثة (توالياً) من البطولات جميعها (تقريباً)، في عام الاستحواذ الأول، يأتي عكس ماكان منتظراً ومتوقعاً من قبل المتابعين لـ (لمشروع الرياضي السعودي) واستراتيجيته ومداه البعيد، ورغم أن البداية في أفكار المشروع تحققت بشكل كبير وواضح من حيث الأهداف العامة الأولية (أو الحالية) خاصة مايتعلق بطرح الأندية الرياضية للاستثمار والتخصيص بعد تهيئتها لذلك، ورغم أنه نجح أكثر في لفت أنظار العالم إلى هذه الأندية وإمكانياتها وتحولها الجديد وجاهزيتها لمرحلة (الملكية الخاصة).
إلا أن الخروج المتوالي لأندية الاستحواذ من المنافسة على البطولات، خاصة الإقليمية والقارية والدولية (باستثناء الهلال) بالصورة التي حصلت، أجّل اكتمال تحقيق المنتظر وعطل الوصول إلى (الدرجة المطلوبة) من النجاح مبكراً، والسبب في ذلك هو فشل العمل الذي قامت به (لجنة الاستقطاب) واختياراتها التي اتضح أنها لم تتواكب وفكرة المشروع ولم تناسب أو تعطيه القوة الكاملة والمفروضة، كما أن توزيعها للاعبين بين الأندية لم يتوافق مع احتياجات هذه الأندية (باستثناء الهلال) وذلك خلال فترة الميركاتو الصيفي (أول الموسم) فقد جاءت الكثير من الصفقات غير مناسبة ومتضاربة وبعيدة عن احتياجات الفرق، سواء ما كان منها باختيار اللجنة، أو حتى ما كان منها باختيار إدارات الأندية السابقة والحالية (غير الربحية) ومن ذلك خيارات الإبقاء على عدد من اللاعبين التي تمت في بعض الأندية (بقرارات من إداراتها) وكان توجهاً خاطئاً.
كان يفترض على اللجنة أن تتدخل في حينه وترفضها، لأنها خيارات ضعيفة وسيئة، واعتمدت على المجاملة والعاطفة، ولا تتناسب مع (الميزانيات) والمبالغ المتاحة، وأدى ذلك إلى الفشل الذي عاشته تلك الأندية، وتحديداً الناديين الكبيرين (الاتحاد والنصر) وأستثني الأهلي فقد كان في وضع أضعف وأقل، بحكم العناصر التي يملكها (أصلاً) والتي صعدّته من دوري يلو، ومع ذلك نجحت استقطاباته في إعادة بلورته وصياغته (بشكل أفضل).
لكن الاستقطاب استفاد ولاشك من الموسم الأول في الاستحواذ ورغم فشل الاستقطاب إلا أنه سيكون (مفيداً جداً) للمشروع ومؤصلاً لخطواته القادمة، إذا ماتم تجاوز الأخطاء التي ارتكبت، سواء في سوء الاختيار وسوء التوزيع وفي الانفراد في القرارات، والأهم من كل ذلك (التفاوت الواضح) في الدعم الذي حصلت عليه الأندية الأربعة، والتي تعد السبب الأول والرئيس في تفاوت الأداء والمستويات والمنافسة وإفساح المساحة لفريق واحد فقط، في حين كان بالأمكان أفضل مما حصل.
كلام مشفر
- الدليل على فشل الاستقطاب في الأندية الكبيرة يمكن الاستشهاد به من خلال ناحيتن، أولهما من حيث (القيمة السوقية) فمثلاً الأهلي الذي غادر بطولة كأس الملك قيمة لاعبيه السوقية، أضعاف فريق الخليج، الذي وصل لنصف نهائي البطولة، والقيمة السوقية للاعبي الاتحاد أضعاف القيمة السوقية للاعبي الأهلي المصري الذي (صفعه) في بطولة العالم للأندية، وفريق النصر قيمته السوقية أضعاف القيمة السوقية لفريق (العين الإماراتي) الذي طرده من (دوري ابطال آسيا).
- سقوط الفرق الثلاثة هو شهادة فشل عمل (لجنة الاستقطاب) في سنتها الأولى، ودليل على أن الاستقطاب تم بطريقة فيها كثير من الخلل، رغم الأسماء الكبيرة والمبالغ العالية المدفوعة.
- ولا بد من ملاحظة ومراجعة ودراسة طريقة اختيار اللاعبين وتوزيعهم، خاصة ما يتعلق بتجاهل (الرأي الفني) في الأندية وموافقة مدربيها واختياراتهم.
- أكبر دليل على فشل الاستقطاب مقارنة بعض النتائج والمستويات، فالأهلي يخسر من الأخدود ومن أبها في كأس الملك والنصر يخسر من الرائد ويتعادل مع الحزم والاتحاد يخسر من الرائد وضمك ويتعادل مع الفيحاء والحزم والاتفاق ويهزم الخلود بركلات الترجيح!!.
- فقط في الهلال وحده نجح الاستقطاب، والدليل أنه يتصدر قائمة الفرق الأكثر فوزاً، من غير خسارة على مستوى العالم.!!