سلطان مصلح مسلط الحارثي
استمعت واستمتعت بالحلقة التي استضاف فيها الزميل العزيز المذيع الفذ عبدالله المديفر عبر برنامجه الرائع «الليوان» الذي يُبث على قناة روتانا خليجية، رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك، للحديث عن هموم الصحافة السعودية، وذكريات الضيف الذي يُعتبر من رواد الصحافة، وأحد أهم قياداتها، وقد كانت الحلقة ثرية ومثرية، بما فيها من ذكريات مضت عليها عقود طويلة.
ولأن الجزيرة كانت محور الاهتمام، وقسمها الرياضي كان حاضراً كـ«العادة»، فقد أجاب الأستاذ خالد المالك على السؤال الذي ظل يُردد طويلاً، هل صحيفة الجزيرة هلالية؟ وما علاقة الجزيرة بالهلال؟
فكان الجواب كافياً وشافياً ومقنعاً لمن أراد أن يقتنع، إذ قال الأستاذ خالد المالك في معرض رده على سؤال المديفر: «سطوة الهلال ليست في الإعلام، سطوة الإعلام بالنسبة للهلال في إنجازاته وبطولاته، لذلك هو يأخذ النصيب الأوفر في الإعلام»، وهذا الجواب كان مقنعاً لمن عمل في الصحافة والإعلام بشكل عام، ولكنه في المقابل غير مقنع لـ»لبعض المنتديات» الذين يظنون أن الإعلام هو «الانتماء لناديهم»، بعيداً عن إنصاف «أندية البطولات»، فهم لا يرون غير ناديهم، حتى وإن كان في «ذيل الترتيب»، كما يتوقعون أن «الصحف المتزنة»، مثل «منتدياتهم»، لذلك فالعتب على هؤلاء مرفوع، ولا يمكن أن يُلاموا في حبهم لناديهم، ولكننا نلوم من زج بهم في الإعلام، ليُبتلى بهم، حتى وصل لهم الشعور أنهم قادرون على «تقييم» رواد الصحافة وأساتذتها، وهذه من مصائب «اختطاف الإعلام»، من قبل ثلة كانوا في «المدرجات»، فتلقفهم الإعلام السطحي.
نعود إلى إجابة أستاذ الأجيال خالد المالك حول علاقة الجزيرة بالهلال، وهي إجابة صريحة وواضحة، فالإعلام لا يصنع الحدث، إنما هو ناقل له، ولأن نادي الهلال في كل موسم «ينفرد ويتفرد» بالإنجازات والبطولات، فهو حاضر دائماً في الإعلام «المهني»، وعلى سبيل المثال، نادي الهلال اليوم تتناقل أخباره ونتائجه وسلسلة انتصاراته «الصحف والمواقع والقنوات العالمية» فهل نعتبر هذا الأمر «محاباة» من وسائل الإعلام العالمية لنادي الهلال؟
الإعلام الصادق والواضح والمهني، هو من يعطي كل ذي حق حقه، وهذا مايحدث في وسائل الإعلام المحلية القائمة على «المهنية»، بينما هناك وسائل إعلام لا تمت للمهنية بصلة، فهي تبحث عن «البثارة»، بالإساءة للهلال ومحاولة «تشويهه»، وهذا ماتتبناه «بعض المنتديات»، معتقدين أنهم يقللون من الهلال، بينما سبقهم أساتذتهم في ذلك، فتساقطوا واحداً تلو الآخر، واستمر الهلال بطلاً، تكتب عنه وتنصفه، الصحافة المهنية التي تحترم المتلقي.
الهلال بين ضغط الرابطة واتحاد الكرة!
في الوقت الذي يُدعم فيه القطاع الرياضي من قبل القيادة السعودية العليا، بتوجيهات من والدنا خادم الحرمين الشريفين، وقيادة مباشرة من سمو ولي العهد، الذي نقل رياضتنا من المحلية للعالمية، ودعم كرة القدم دعماً مالياً غير مسبوق، ليرى نتائج ذلك على أرض الواقع، وترتفع راية التوحيد، في المحافل الآسيوية والعالمية، وتتحقق الإنجازات والبطولات.
نقول في الوقت نفسه، أصبح اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين، تقف حجر عثرة أمام من يمثل الوطن في البطولات الخارجية، وبدلاً من تهيئة الأجواء المناسبة له، ليكون مهيأً لتحقيق البطولات، أصبح تحت «الضغط» جراء «تغيير وتبديل وتحويل ونقل» مباريات من مكان لآخر، فالهلال الذي يمثّل الوطن «وحيداً» في البطولة القارية، تم وضعه في مأزق لا أعلم كيف سيتخارج منه، فقد وضع «اتحاد الكرة» مباريات السوبر بنهاية شهر رمضان، وقبل مباراة ذهاب دور الـ4 من دوري أبطال آسيا مع فريق العين الإماراتي، بينما قدمت «رابطة دوري المحترفين» مباراة الأهلي في دوري روشن لتكون بين مباراتي ذهاب وإياب دور الـ4 آسيوياً، بعد أن كانت في الجدولة السابقة تلي مباراة الإياب! فأي دعم هذا الذي كنا ننتظره لممثل الوطن؟
اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين، عليهما مراجعة جدولة البطولات التي تقع تحت سلطتيهما، فليس من المعقول أن نضغط ممثل الوطن بهذا الشكل، ومن ثم نطالبه بتحقيق البطولة!! هذا إجحاف وظلم لمن يمثل الوطن، ولا يمكن أن يقبل به «المنطق»، فالهلال اليوم «مجبر» من قبل «الاتحاد والرابطة»، على التنازل عن أكثر من بطولة محلية، في سبيل تحقيق «طموح قيادتنا» وطموحنا جميعاً، وجلب البطولة الآسيوية، فهل هذا جزاء الفريق الذي يبحث عن «تحقيق طموحاتنا»؟
تحت السطر:
- في هذا الزمن الإعلامي، خرج البعض ليتحدث بما لا يفهم ولا يدرك، وظهر علينا في الإعلام الرياضي «نوعيات» غير مرحب بها في «المدرجات» فالتقطتها «المنتديات» التي كانت تعج بالكثير من «الغوغاء»، ووصلت للإعلام بـ«البراشوت» وظنت أنها وصلت لمستوى تستطيع من خلاله «تقييم» رواد الصحافة وأساتذتها، فيما واقعها يؤكد أنها لا زالت بنفس عقلية «المنتديات»، ولم تخرج من «غوغائيتها».
- للأسف الشديد، الإعلام الرياضي، فتح أبوابه لكل من هب ودب، ودخله من لا يستحق الدخول إلى عتبة من عتباته.
- بالتوفيق للمنتخب السعودي في مباراته اليوم، ونتمنى تحقيق نتيجة إيجابية، تساعد المدرب الكبير مانشيني في استكمال فترته ومشروعه مع الأخضر.