عثمان بن حمد أباالخيل

البُكاء فعل طبيعي للإنسان منذ لحظة الولادة ويستمر معه حتى آخر يوم في عمره، فهو تعبير عن مشاعر الحزن والفرح والألم والوادع والاستقبال والنجاح والإخفاق وهناك دموع النفاق والخداع وعملية التثاؤب من الممكن أن تتسبب في الدموع والكثير من مسميات الدموع. تنهمر من عيني الإنسان ما بين 70 إلى 100 لتر من الدموع على مدار حياته. والدموع مكونها الرئيس هو الماء، كما تحتوي الدمعة على البروتينات والإنزيمات والمواد التي تحتوي على النيتروجين. أما الملح فيكون نحو 9 % من الدمعة وهذا ما يشعر به الإنسان عند البكاء. البكاء غريزة بشرية للتخفيف من الضغط النفسي وضغوطات الحياة وهو الوسيلة الوحيدة لرفع المستوى المزاجي والنفسي هذا ما أكده العلماء حيث اتضح أن 60 % من الذين يبكون تتحسن نفسياتهم. على المرء ألا يخجل من البكاء، الدموع هي مطر يسقط على ترابِ الأرض الذي يعلو قلوبَنا القاسية. - تشارلز ديكنز

لا أعرف ما هي مشاعر الإنسان الذي يبكي زيفاً ونفاقاً؟ كيف يواجه نفسه؟ كيف يقنع الآخرين بدموع التمساح إنها قمة السخرية من الآخرين انها تشبه دموع الممثلين والممثلات في الدراما عموماً. أو دموع المرأة حين تقطع حبات البصل. لم تعد الدموع لغة إنسانية لا يجيدها إلا أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر المرهفة. دموع المرأة؛ هناك أقوال وقصص كثيرة وهي في مجملها أن دموع المرأة كجزء من مكياجها وعند حاجتها وهذا إلى حدٍّ ما غير صحيح إلا في حالات التمثيل. ليس هناك أصدق من دموع الأم فهي الدموع التي لا تعرف الخداع والكذب. دموع أمي كانت وستبقى غالية على قلبي وهي تحت الثرى رحمها الله. قال شكسبير (ليس في العالم وسادة أحن وأنعم من حضن الأم). وأقوى صورة لدموع الرجل هي الدموع الباطنة التي يخفيها داخل نفسه فلماذا يخفيها؟

بعض علماء النفس يعتبرون بكاء الكبار عودة إلى الطفولة إنهم يبكون لأنهم بحاجة إلى عطف من حولهم ويبكون لأنهم لا يجدون وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي إلا الدموع، ويبكون حزناً وقهراً وفرحاً أيضاً الوحدة والتخلي عن كبار السن لها دور كبير في تلك الدموع المأساوية، إنها دموع صادقة وفي محلها. وديننا الإسلامي أعطى ومنح كبار السن القدر والمكانة العالية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه).

دموع الرجل الصادقة دموع تعلن نفسها بشدة إذا وقع ظلم ما على الرجل وما أشد الظلم وما أكرهه إنها دموع تنم عن القهر وما أشد قهر الرجال حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال).

يا للأسف دموع التماسيح عند البعض أصبحت جزءاً من التمثيل على الآخرين في المناسبات الاجتماعية وكسب الود وكسب الرهان الذي قطعه مع نفسه.

همسة: الكثير والكثير من الرجال والنساء الذين يملكون موهبة التمثيل في الدموع المزيفة وما أكثرهم تجدهم من حولك دون عناء.