د.منال بنت عبدالعزيز العيسى
حين ينهض الإبداع البشري من تحت رماد الجمود والنمطية كانت رؤية 2030 الخلاقة في المملكة العربية السعودية، وحين تثق القيادة الكريمة بقدرات ومكتسبات الوطن في المستوى البشري والإبداعي يكون تنفيذ الرؤية واقعاً لا حلماً.
ولابد أن نعرف أن هناك استراتيجيات تشريعية سبقت ذلك التفوق السعودي في المستوى العربي والعالمي، وهي ما يمكن تسميته بـ: «استراتيجية التكامل المؤسساتي»؛ بمعنى أن كل وزارة تشارك الأخرى في خططها وأدوات تنفيذ تلك الخطط بشكل يجعل كلاً منها يشد عضد الآخر في تكامل مؤسساتي مدروس وممنهج واضح الخطط والنواتج.
لا يمكن فصل الثقافة بمواردها العدة (أدب – أزياء – مسرح – فنون – ترجمة – نشر – نقد - معارض الكتاب) من السياحة (الجغرافية– الدينية– العلاجية– الثقافية– الترفيهية) كذلك الترفيه (موسم الرياض – الحفلات الغنائية – الأنشطة الرياضية) والرياضة (استقطاب أعمدة كرة القدم – استضافة أهم المباريات العربية والعالمية – الدوري السعودي – المشاركات العربية والعالمية)، هي منظومة تخدم كلاً منها الأخرى في تجانس تام، ووفق استراتيجية تكاملية بين وزرات الدولة لتحقيق رؤية 2030؛ الأنشطة الثقافية تستقطب أهم المفكرين ومثقفين العالم وبالتأكيد سيكون لهم جولة سياحية لأهم المناطق السياحية السعودية وربما حضروا حدثاً رياضياً مهماً ومسرحية أو حفلة غنائية أو أبريت سعودي بالتأكيد سيكون موسم الرياض بفعالياته العالمية الجاذبة وجهة لهم.
إنه التكامل الاستراتيجي السعودي الذي نهض من عنق زجاجة ليشرح للعالم حضارة وثقافة ورياضة المملكة العربية السعودية التي أصبحت قبلة للسياح والمفكرين والمثقفين والرياضيين والاقتصاديين من جميع دول العالم وفق إمكانات بشرية ومادية تسابق الزمن بمنجزاتها.
وكانت الرياض سيدة المدائن وأنثى المدن حاضنة للفعاليات وقبلة للمهتمين فيما يشبه خلية النحل المكتظة بزوارها ومحبيها وعشاق فنها وجمالياتها السياحية الثرية بالإضافة لمناطق المملكة الحبيبة ولعل أشهرها وأكثرها حضوراً في الخارطة السياحية العالمية العلا التي أصبحت جوهرة المملكة تتنظر أخواتها من مدن المملكة الحديثة لتشاركها تميزها السياحي والثقافي والفني البارز.
** **
أستاذ النقد والفلسفة - جامعة الملك سعود