دهام بن عواد الدهام
قبل الخوض بموضوع العنوان، ومنذ السابع من أكتوبر الماضي لعلي برجل رشيد في الشارع الفلسطيني وبالذات في غزة، يكون قد اكتشف من وقف معه في محنته سياسياً وإنسانياً وأدرك من يبيعه الوهم ويمتطيه رواحل لأجندته الخاصة، لسنا هنا في بلادي دار الإسلام والعرب بحاجة أن نتغنى ونقول لكننا نفعل ما نقول.. هناك فرق بين من سخّر إمكاناته لخدمة المواطن الفلسطيني سواء في غزة أو سواها وقدم الدعم السياسي في كافة المحافل والمناسبات ولعل أقرب وأقل الأمثلة هو الجولات المكوكية التي قادها سمو وزير الخارجية نصرة للشعب الفلسطيني (غزة) وما عبرت عنه بلادي وترجمة سفير المملكة في هولندا زياد العطية أمام محكمة العدل الدولية حين صمت الآخرون، ومن الجانب الآخر العمل الإنساني العظيم الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين وبإشراف من سمو ولي العهد (حفظهما الله) وتنفيذ مركز الملك سلمان للإغاثة من تقديم المساعدات الإنسانية والعلاجية والمادية وحملة التبرعات الشعبية للأشقاء في غزة في حين تتجه أهداف البعض إلى إشعال الصراع في مناطق تزيد من التوترات في المنطقة ولن تطعم أو تسند الشعب الفلسطيني بقطرة ماء، وكتبت هنا سابقاً أن هناك من بعض الأجنحة داخل منظومة دول إقليمية لا ترى في صنع السلام الإقليمي الذي يقوده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ما يحقق لهم أهدافهم ووجودهم سواء هذه الأجنحة في كيان الاحتلال أو دول إقليمية أخرى، أعود هنا لأقول بعد كل هذا الألم أليس فيكم رجل رشيد يرى الحق ويتبعه...
أعود إلى صلب عنواني.. تناول بعض الإعلام رسالة وجهتها زوجه رئيس الكيان المحتل إلى والدة أمير قطر بشأن العمل على إطلاق الرهائن «لاتخاذ خطوة نحو السلام والمصالحة» تضيف «هذه دعوة للعمل تتجاوز الحدود السياسية وتتحدث عن إنسانيتنا وقيمنا المشتركة.. وأردفت «إن ألم عائلات الرهائن التي تتنظر عودتهم، يتردد صداه بعمق في قلوبنا ويذكرنا بثمن الحياة وأهمية العمل لحمايتها إلى أن أكملت به رسالتها التي تحنو فيها على القيم الإنسانية وما يتعلق بقسم من الرهائن من النساء وما دعت من أقاويل حول معاملتهن في الاحتجاز.
لست هنا نيابة عن والدة أمير قطر لأجيب على هذه الرسالة ولكن لن أتحفظ بتسميتها عهر في غلاف إنساني.. تتألم لحفنة محتجزين عزفت على أوتار الإنسانية وعمت عيونها وصم قلبها عن عشرات الآلاف من القتلى من أطفال ونساء غزة وتدمير حياة ملايين من أهلها بأعمال عسكرية وحشية فيها كافة أعمال القتل والتدمير لكل مصادر الحياة للبشر والشجر وممارسات جنود الاحتلال ضد المدنيين العُزّل بأبشع صور الإجرام والوحشية وممارسات أعمال الإبادة الجماعية مع كل الإدانات والنداءات الدولية للكف وإيقاف هذه الحرب فضلاً عن عشرة آلاف سجين فلسطيني في سجون الاحتلال.. ولها أقول ربما ساعي البريد قد أخطأ العنوان فمن يمكن أن توجه له الرسالة هو من يجمعك به غرفة نوم واحدة يقود هذه الوحشية العسكرية بتحدٍّ صارخ لكل القيم والقوانين الدولية والإنسانية ويصم عينيه وأذنيه عن كل المحاولات والنداءات الدولية لوقف القتل والتهجير الممنهج وحتى في صمت من يمكن أن نأمل فيه قدراً من الإنسانية والعدالة في المجتمع الإسرائيلي الذي تتباكين عن حزنه على بعض من المحتجزين من النساء، وللأسف كل ما تقوم به قوات الاحتلال يحظى بدعم سياسي ولوجستي من دول عظمى لم تراع أية قوانين دولية وإنسانية وتتكسب مصالحها الخاصة وتكتبها بدم فلسطيني. إن هذه الرسالة تثير الغثيان وتكشف زيف الوجه الحضاري الذي يرسم ويروج عن مجتمع الاحتلال.
في الجانب الآخر وما يدعو للحزن المغلف بالحيرة والاستغراب قرار وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على أفراد وكيانات إسرائيلية على صلة بالمستوطنات (المستعمرات) في الضفة الغربية، المحزن في القرار أنه تناسى أساساً وجود هذه المستوطنات (المستعمرات) غير الشرعي والقانوني ووجودها بقوة الاحتلال سواء مارس المستوطنون أعمالاً (ضمن قانون دولة الاحتلال) أو خارجه من اعتداءات على السكان أو الممتلكات.. حلول المشكلة لا يبدأ من نتائجها بل بإزالة أساسها.
مع النهاية (رأي شخصي)..
أهلنا في السودان الطيبين الخيرين رغم الجهود الخيرة المبذولة التي تقودها بلادي لإعادة السلم والاستقرار إلى بلدكم العزيز، يبدو أن أطراف النزاع لا ترغب في سلام ينعم فيه السودانيون.. ودون الحكم لهذا أو ذاك قولوا كلمتكم أنتم في سودانكم إن كنتم له مخلصين ومحبين.