رمضان جريدي العنزي
قال تعالى:
{فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ}، إن الصديق من الذخائر المهمة في الدنيا وفي الآخرة، كنز نادر، وقيمة ثمينة، وعلاقة راقية، ويشبه الماس والفضة والذهب، يبقى معك أياً كانت المشاق والصعاب والمتاعب، مثل البوصلة الدقيقة يوجهك للخير ويدلك عليه، لا يسمع اللغو فيك، لا يتغير عليك ولا يميل ولا تهزه العواصف العاتية عليك، فالصديق روح أخرى تتحد مع روحك، وقلب آخر ينبض مع قلبك، لا يضحك على ذقنك، ولا يدعي الصداقة كذباً وزوراً وبهتاناً، لا يتبدل ولا يتلون ولا يغير جلده.
إن الصديق الحقيقي هو الذي يجعلك تعبر الحياة رغم تقلباتها بيسر وسهولة حباً وثباتاً ووفاءً منقطع النظير، إن الصديق الصادق الصدوق هو الذي يقبل عذرك، ويغفر زلتك، ينبهك إذا أخطأت، ويشجعك إذا نجحت، ويتمنى لك الخير دائماً، ولك في قلبه مقام كبير، ومشاعر كلها ود وحب وعطف واحترام، إنه عنوان الحياة الصافية النقية، والزهرة البيضاء التي تنبت في القلب، تكبر ولا تذبل، إنه الطاقة والمتنفس، والفضاء الجميل، إنه متعة الحياة رونقها وزخرفها، إنه الطريق المعبد، القنديل والمنارة، والجليس الصالح، إن صديقاً واحداً فيه صفات مشتركة معك، يغنيك عن سبعين صديقاً.
يقول أحدهم:
وأحذر مصاحبة السفيه فشر ما
جلب الندامة صحبة الأشرار
والناس كالأشجار هذي يجتنى
منها الثمار وذي وقود النار
وقال آخر:
ما يعرف الخوة يا كود الأصاحيب
اللي يحفظون الصداقة أمانة
وعود البخور ليحترق ريحته طيب
وطيب الرجل بالمرجلة والشهامة
وأكثر مثل يطري علي قبل لا غيب
ترى الخوي يا ناس مثل الأمانة
وفي الختام:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا