سهم بن ضاوي الدعجاني
يأتي «مشروع ذاكرة الرياض» في إطار سعي المملكة للحفاظ على تراثها الثقافي والتأريخي وتطويره وتحسينه واستثماره، كما أن هذا المشروع التأريخي يعمل بطريقة علمية على حصر وتوثيق مباني النصف الثاني من القرن العشرين في العاصمة، لرصد مراحل التطور المعماري والعمراني فيها وتوثيقها، لإبراز ما شهدته الرياض من نهضة تنموية متميزة خلال الـ(50) عامًا الماضية، وهذا المشروع يسلط الضوء على دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيَّده الله - في نهضة وتنمية الرياض إبان توليه إمارة منطقة الرياض، من خلال حصر أهم المعالم العمرانية ذات القيمة التاريخية المعمارية، والاجتماعية، وإيجاد آلية للحفاظ على هذه المعالم واستثمارها،كما يهدف هذا المشروع النوعي إلى ترميم وتجديد المباني التاريخية والأحياء القديمة والقصور الملكية في الرياض، وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي تتناغم مع أهداف رؤية المملكة 2030، هذا المشروع الحيوي الذي تنفذه أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع جامعة الملك سعود سيعمل على تحقيق: التعريف بالتجارب والفكر المعماري والعمراني للأجيال القادمة، وتسليط الضوء على دور الأمانة في صون الإرث المعماري من خلال رصد معالم ومبان بارزة ومؤثرة في تاريخنا المحلي، كما يهدف إلى إبراز الدور التنموي للمباني والمعالم التاريخية والتعريف بالفكر العمراني الذي أسهم في خلق هوية معمارية للرياض، لذلك كان هذا المشروع من أهم المشاريع الثقافية في المملكة، حيث إنه يساهم بشكل غير مسبوق في تعزيز الهوية الوطنية ودعم السياحة الثقافية كما يحافظ هذا المشروع بشكل احترافي غير مسبوق على الإرث الثقافي والتاريخي للعاصمة الرياض لتصبح بصمة في جبين الوطن وعلامة فارقة في مسيرة العمران السعودي
كما يسهم هذا المشروع التطويري في تنمية الاقتصاد الوطني للمملكة بشكل عام ولمدينة الرياض بشكل خاص، بخلق فرص عمل جديدة في مجالات السياحة والترفيه والخدمات الأخرى لساكني العاصمة.
السؤال الحلم: كيف لهذا المشروع الحضاري أن يحقق «الاستدامة» و«التأثير» و«السعي» إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على «معمار الرياض» ثقافياً وتاريخياً ونشر الوعي بين شرائح المجتمع بشأن أهمية الحفاظ على التراث والتاريخ لعاصمتنا الحبيبة؟ لا شك أن هذا يتطلب خطة طويلة المدى، تتضمن خطوات تنفيذية على أرض الواقع بالشراكة بين أمانة منطقة الرياض وعدد من الجهات الحكومية مثل وزارة التعليم ووزارة الإعلام لتعزيز «الوعي» لدى أبنائنا وبناتنا، لتحويل «المحافظة» على التراث الثقافي والتأريخي والعمراني في حياتهم من قيمة معرفية إلى «سلوك حضاري» يؤسس داخل الأسرة وفي المنزل ويطور في حجرة الصف ليتجاوز أسوار المدرسة ويرسم خارطة من الممارسات الحضارية الراقية التي تضمن نجاح وتفوق «مشروع ذاكرة الرياض» وتمنحه الاستدامة لتبقى «الرياض» جوهرة العواصم.