أحمد المغلوث
بعد عودتنا من صلاة التراويح وخلال متابعتنا للأخبار خاصة، وكانت أخباراً صادمة تنقل لنا ما يحدث في مسلسل «غزة المنكوبة» الذي يكاد ينهي الشهر الخامس، وهو ما زال مسلسلاً دامياً، ينقل لنا أفلاماً حية للقصف والتدمير وتفجير من خلال طائرات الدرون التي يتحكم فيها عن بعد من خلال إدارات، إضافة إلى أخبار عن الهجوم الإرهابي، الهجوم على قاعة مدينة كروكوس بروسيا ووقوع 150 قتيلا و40 مصابا بعضهم إصابته خطيرة..عندها سألني حفيدي الصغير جدي لماذا الحروب، ولماذا الإرهاب؟ فتطلعت إليه بدهشة، وقلت هذا السؤال كبير بالنسبة لعمرك أيها الفتى الصغير، ولكن سوف أجيبك. وقبل أن أتم عبارتي إذا به يرد قائلاً جدي ألا تشاهد أن الحديث عن الحروب والمواجهات في هذه السنوات والحديث عن الحروب وأخبارها باتت مسلسلاً شبه يومي تبث أخبارها في مختلف القنوات في العالم.. فقلت كلامك يا ابني صحيح، ولكن الذين في سنك ربما بعضهم لا يمكنهم فهم هذه الأمور، فالقائمون على إدارة هذه الحروب ووضع سياساتها لهم أسلوب تفكيريختلف عن أسلوب تفكيرنا البسيط والمباشر. عندها انعقد حاجباً « ابني صرامة وقال: الحرب هي الحرب، ولكن لماذا لم تجبني بصراحة واسترسل قائلاً: أليس لدي العالم أمم متحدة، وعصبة الأمم كما يتردد في الأخبار أين دورهما في إيقاف هذه الحروب أليستا تستمدان قوتهما من توقيعهما على أنظمتهما ودورهما في إيقاف ما يحدث في أكثر من مكان في العالم.. تطلعت إليه وأنا أشعر بسعادة أن حفيدي بات في زمن التقنية، والتواصل الاجتماعي، والبث المباشر على دراية بكل ما يدور في العالم.. ثم قلت: نعم إن الحديث عن الحروب والإرهاب في العالم كل العالم بات حديث العصر، ومنذ القدم ومنذ قابيل وهابيل والحروب والمواجهات والحياة تتنازعها هذه الظاهرة «الحروب»، وتسود في مجتمعاتها الخلافات والمواجهات إلا ما رحم ربي، لكن دعني يا ابني أن أشير إلى أن التاريخ والتراث وثق الآلاف من الحروب. حروب مكشوفة وحروب خفية. وهذه الحروب كما تشير إليها كتب التاريخ ربما تحدث بين مواطني دولة ما، وقد تكون لأمور تافهة لا تستحق أن يحمل أحدهم سيفاً فيما مضى من زمن أو يحمل رشاش كلاشنكوف، أوحتى يحمل متفجرات.
والحرب قيل فيها الكثير في عالمنا الإسلامي. فها هو:عنترة بن شداد يقول: أولها شكوى وأوسطها نجوى وآخرها بلوى.
أما وصف «عمرو بن معد يكرب فقال:
الحرب أول ما تكون فتية
تسعى بزينتها لكل مجهول
حتى إذا حميت وشب ضرامها
عادت عجوزاً غير ذات خليل
أما في العصر الحديث وما فيه من حروب فوراء ذلك قوة خفية وراء كل ما يحدث في دول عديدة في العالم من انقلابات ومواجهات واضطرابات وحتى التفريق بين السكان والعزف على الطائفية والمذهبية وتسليم قيادة هذا البلد أوذاك لجماعة تؤمن برسالة هذه «القوة الشريرة» والتي وراء كل ثورة قامت ووراء كل حرب قامت، وكذلك وراء كل المبادىء الهدامة هدفها القضاء على الأديان والسيطرة على العالم، أما هذه القوة الخفية فهي لا تخفى على كل حصيف ولبيب!