عبده الأسمري
تمر موجات السكينة على الأنفس العطشى للوقار فتملؤها برياحين الطمأنينة فترتب السعادة مواعيدها على أسوار «الأمنيات» معلنة الفرح بصيام يرفع الدرجات وقيام يعلي المقامات وأجور تملأ الموازين وحسنات تبهج الميادين وطاعات تطهر القلب وصالحات تجبر الخواطر..
وسط هذه «المشاهد» الزاخرة بالحسنى و»الشواهد» الفاخرة بالتقوى التي تعلي الشأن وترفع المقام تتسامى همم «العقلاء» الماكثين في «دوائر» الدفاع عن القيم والترافع عن «الشيم» في مسارات تقتضي «الصبر» بعد أن حلت هجمات «التافهين» ساحات «الرقي» وضربت «الأجيال» بمعاول «الجهل» وسط سذاجة من «مراهقين» و«مراهقات» وقعوا ضحية «الجدل» التقني و«الاحتيال» المؤدلج خلف ستار «الشهرة» البغيضة وتحت مظلة «الانتشار» البائس و»الإعجاب» المخجل..
وفق أصول العقل وفصول المنطق يجب معرفة «مكامن» الخلل ومن وراء سطوة «التافهين» من المشاهير المغفلين؟ ومن يدعم تلك السفاهة المؤلمة التي تسربت إلى عمق المجتمع؟ وكيف يتم توحيد صف العقلاء في وقف قوافل «الحمقى» وليس هذا فحسب بل وهزيمتهم في عقر «تفاهتهم» حتى يتم تصفية المجتمع من شوائب السفه وتنقية السلوك من رواسب العته وإعلان الانتصار على هذه «الفئات» التي نشرت «التفاهة» وأشاعت «السفاهة».
هنالك بعض ممن استقبلوا بعض مشاهير التواصل الاجتماعي ومنهم من «طبل» لهم وروج لهم ومن «صفق» لمقاطعهم ومن حضر زواجاتهم ومناسباتهم لذا فإنه لا بد من «حصر» تلك الوقائع حتى يتم «تصحيح» الأخطاء و»تعديل» تلك النظرة المؤصلة في الأذهان من أجل ترتيب خطط «الانتصار» في مرحلة قادمة على أن تكون «العين «على هدف الهزيمة.
منذ عامين تورطت بعض القنوات المفلسة مهنياً في استضافة تافهين وسط «سقطات» أنزلت تلك «المواقع الإعلامية» من سطح «الروتينية» إلى قعر «الرعونة» ويظل السؤال البارز.. من وراء تلك اللقاءات والحوارات ومن قام عليها وكيف لقناة فضائية أن تسقط من «عين» الصواب إلى «منحدر» الخطأ.
في موجة «الارتياب» وهجمة «الاشتباه» نرى السفهاء والتافهين يروجون لذواتهم «المريضة» واصطياد اللاهثين خلف «الضوضاء» والماضين وراء «الفوضى» لنشاهد مقاطع «السناب» تحتل مواطن «الأسر» بكذبات موسمية تلعب على وتر الأرصدة تارة وتتلاعب على تمرير الأجندة تارات أخرى.
شاهدنا العديد من الشركات والمؤسسات والقطاعات المختلفة تبروز «المشاهير» وتروج للتفاهات والأدهى والأمر أن هنالك منتجات مقلدة أغرقت السوق إضافة إلى طريقة بعض الإعلانات في نشر إيحاءات لهدم نسيج المجتمع وترويج طرق لمحاربة القيم من خلال «إعلان» مدفوع تدفع ثمنه بعض الأسر من خلال ما يتم تمريره وتبريره لذا من الأولى رصد تلك «الجهات» ومعاقبة المتهاون ومحاسبة المتلاعب ووضع حدود وخطوط وأسس لمنع أي تلاعب مستقبلي وإيقاف كل من يتورط في التسويق لسلع تضر بالمستهلك وتسيء لهوية المجتمع.
العقلاء قادرون على وقف «تلك» الفوضى العارمة التي هبت بها «رياح» التقنية ونثرت «غبار» التفاهة مع ضرورة أن يتم دراسة هذه الظاهرة «البائسة» والتي تهدد بظهور «أجيال» هشة وتنبئ عن سطوة «السماجة» على شاشات «التوقع» ومن المهم أن تسن أنظمة وقوانين تفرض «العقوبات» على من يمارس «السفه» وعلى من يشد على يده ويصفق له حتى ننقي مجتمعنا من هذه الظواهر المخجلة والمثيرة للبؤس والسخرية.