«الجزيرة» - محمد العشيوي:
خلال الأيام الماضية وحتى هذه اللحظات، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بكافة فروعها وتنوع صناع محتواها، بسكب كلمات الثناء والمديح على طاقم عمل المسلسل التراثي السعودي «خيوط المعازيب» الذي يعرض هذه الأيام على قناة mbc 1 عند الحادية عشرة مساءً.
وشملت كلمات الثناء، أداء الممثلين وإجادتهم للهجة الحساوية، وكذلك الديكورات والسرد القصصي وسيناريو العمل والإخراج، فيما «تجاهل» الجميع منتج العمل الزميل حسن عسيري، كونه الركيزة الأهم في هذا العمل المميز على خارطة الدراما الرمضانية لهذا العام، وربما هو العمل «الأبرز» خلال السنوات الماضية، ومرشح لعدة جوائز محلية وإقليمية.
وهي ليست المرة الأولى التي ينتج فيها عسيري عملًا عريضًا بهذا المستوى الكبير، والذي يحمل في كل تفاصيله قيمة وتغذية ثقافية لمنطقة لطالما اشتهرت بتصدير المثقفين والأكاديميين والعلماء وكبار الفنانين في كافة المجالات، وشكلت خيوطًا قوية في نسيج الثقافة السعودية.
ولحسن عسيري مسلسلات كثيرة اخترقت حاجز المحلية ووصلت للمحيط العربي، ولعل أبرزها مسلسل «الملك فاروق» والذي شكل حينها ثورة في الأعمال الدرامية، وكذلك و«الميراث» و«أسوار» و«الساكنات في قلوبنا» و«عندما يزهر الخريف» و«إرث» ومسلسل «محسن الهزاني» و «رشاش» وغيرها.
مسلسل «خيوط المعازيب» ناقشت أحداثه تاريخ مدينة الأحساء وتجارة وحياكة البشوت، التي كانت من أبرز أنواع التجارة في حقبة الستينيات، حيث وثّق العمل تفاصيل تلك الصناعة، بداية من الأطفال الذين كانوا يدرسون كيفية صناعة البشوت، وكيف كانت التجارة رائجة بشكل كبير وقتها، كما تسبب هذا العمل في إعادة إحياء اللهجة الحساوية التي أثارت إعجاب الجمهور من المشاهدين خلال الأيام الماضية، ودقة تفاصيلها وانفعالاتها.
وبمجرد أن بدأ عرضه في رمضان 2024، دخل المسلسل قائمة الأعلى مشاهدة على منصة «شاهد»، وأصبح من المسلسلات الهامة التي يحرص الجمهور على متابعتها في رمضان 2024، وجذب المسلسل قطاعًا كبيرًا من الجمهور ونال إشاداتهم وعبروا عن مدى إعجابهم بالعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما جذب المسلسل أنظار عدد من النجوم أيضًا الذين أكدوا أنهم حرصوا على متابعته.
وشهد المسلسل مشاركة عدد كبير من النجوم وعلى رأسهم عبدالمحسن النمر وإبراهيم الحساوي وريم أرحمة وفيصل الدوخي ودانة آل سالم، وسمير الناصر وعبدالله الجريان وعلي الشهابي وراشد الورثان، وأشرف على فريق كتابة المسلسل هناء العمير.
والمسلسل تدور أحداثه في إطار درامي اجتماعي، متناولًا حقبة تاريخية معينة، ويحكي قصصًا حول عالم صناعة البشوت الحساوية، والعلاقات الإنسانية والاجتماعية في تلك الفترة، وعن حياة الصبي «فرحان» الذي يُرسله والده جاسم لتعلم مهنة حياكة البشوت على يد أبو عيسى، ويضطر فرحان للعمل معه ويواجه قسوة معلمه وظلمه، ويجد نفسه ملزمًا بتنفيذ كل ما يأمر به، حتى تأتيه الفرصة للتصدي لبطشه وظلمه، وترك كل شيء والرحيل.