د. سفران بن سفر المقاطي
في السنوات الأخيرة، شهد العالم اهتمامًا متزايدًا بالقضايا البيئية والتحول نحو المحافظة على البيئة الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا السياق، أتت مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظه الله في 27 مارس 2021م. إذ تهدف لزيادة نسبة الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية. وتتضمن هذه المبادرة عددًا من الخطوات العملية، من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة بما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفًا، تمثل مساهمة المملكة بأكثر من 4 في المئة في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 في المئة من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.
وتعد هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030م، وتعكس التزام المملكة بالحفاظ على البيئة وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وديمومة الموارد الطبيعية. وتسعى هذه المبادرة إلى تحويل المملكة إلى واحدة من أكبر الاقتصادات الخضراء في العالم، وتعزيز التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل وتحسين جودة الحياة للمواطنين.. تشمل أهداف المبادرة تحقيق الاكتفاء الذاتي في استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتعزيز الابتكار والتطوير في مجال الطاقة النظيفة والتقنية البيئية، وتعزيز الوعي البيئي وتشجيع المشاركة المجتمعية في حماية البيئة، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنية البيئية. ومن خلال هذه المبادرة، تسعى المملكة إلى أن تكون قائدة في مجال الاستدامة البيئية والتقنية النظيفة، وتؤدي دورًا فعالًا في مواجهة التحديات البيئية العالمية.
إن مبادرة السعودية الخضراء تمثل سعيًا نحو تحقيق رؤية طموحة للمستقبل المستدام في المملكة العربية السعودية. لذلك تتضمن مبادرة السعودية الخضراء العديد من الخطوات والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق أهدافها الطموحة. ومن بين هذه الخطوات:
1 - تطوير قطاع الطاقة المتجددة: تهدف المملكة إلى زيادة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية. وتعمل على تشجيع الاستثمار في هذا القطاع وتوفير البنية التحتية اللازمة لتطوير هذه المصادر البديلة للطاقة.
2 - تحسين كفاءة استخدام الطاقة: تركز المملكة على تحسين كفاءة استخدام الطاقة في القطاعات المختلفة، مثل الصناعة والنقل والمباني. إذ تشجع على استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة لتقليل استهلاك الطاقة وتحسين الكفاءة البيئية.
3 - تعزيز البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة: تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا للبحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة والتقنية البيئية. وتدعم الابتكار والتطوير في هذا المجال من خلال توفير التمويل والدعم اللازم للشركات والمؤسسات البحثية.
4 - تعزيز الوعي البيئي والتثقيف: تعمل المملكة على تعزيز الوعي البيئي والتثقيف بين المواطنين والمجتمع، من خلال حملات توعية وبرامج تعليمية تهدف إلى تشجيع المشاركة المجتمعية في حماية البيئة وتعزيز السلوك البيئي المستدام.
5 - توفير فرص العمل في القطاع البيئي: تعتبر مبادرة السعودية الخضراء فرصة لتوفير فرص عمل جديدة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنية البيئية. وتشجع على تدريب الكوادر السعودية وتوفير فرص العمل للشباب السعودي في هذه الصناعات الواعدة.
أيضًا سوف يترتب على هذه المبادرة السعودية الخضراء عدد من الفوائد الاقتصادية والبيئية المباشرة منها:
1 - تعزيز التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل.
2 - جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة المتجددة.
3 - تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والتلوث البيئي.
4 - تحسين جودة الهواء والماء.
وأخيرًا لم تقف جهود المملكة السابق ذكرها عند هذا الحد، بل تتم ترجمتها وتتويجها بقرار مجلس الوزراء بتحديد يوم 27 من شهر مارس من كل عام يومًا رسميًّا لمبادرة السعودية الخضراء والذي يؤكد استمرار المملكة الدائم والمتابعة لتحقيق مبادرة السعودية الخضراء أهدافها.