سلطان مصلح مسلط الحارثي
لو سألت أي مشجع رياضي، سواء هلالي أو غير هلالي، قبل بداية الموسم، هل تتوقع أن «ينفرد» فريق الهلال وحده، ويكون في كفة، وبقية الفرق السعودية في كفة أخرى، ويقدم المستويات الفنية التي جعلته في مقدمة أندية العالم من حيث «سلسلة الانتصارات المتتالية»؟ لكان جواب الجميع لا، فالأندية المنافسة للهلال وتحديداً الاتحاد والأهلي والنصر، استقدموا لاعبين عالميين، يحلم بهم أي فريق في العالم، فالنصر مثلاً يملك رونالدو وماني وبيرزوفيتش وأوتافيو، وهي أسماء لها صيت ذائع على مستوى العالم، وذات الأمر ينطبق على الاتحاد، الذي استقطب بنزيما وكانتي وفابينهو، وكذلك الأهلي قام بالتعاقد مع محرز وميندي وفيرمينو وكيسيه، ولذلك كان الجمهور الرياضي، وحتى إغلاق فترة الانتقالات الصيفية، يؤكد أن فريق الهلال أقل الفرق دعماً، هذا كان حديث غير الهلاليين، بينما الإعلام الرياضي كان يؤكد أن «الرؤوس تساوت»، يعني أن الفرق تساوت فنياً، فلماذا تبدل الحال، وأصبحت الأصوات غير الهلالية، تصرخ وتولول؟ لا شك أن الهلال كان السبب، فالصدمة كانت كبيرة ومؤثرة عليهم، إذ إن الهلال اليوم يتصدر الدوري السعودي بفارق 12 نقطة عن الوصيف النصر، وبينه وبين صاحب المركز الثالث الأهلي 21 نقطة، بينما يفصل بينه وبين الاتحاد صاحب المركز الرابع 25 نقطة، كما وصل الزعيم العالمي لدور الـ4 من دوري أبطال آسيا، وفي المقابل خروج النصر على يد العين الإماراتي، وخرج الاتحاد على يد الهلال، وهذا كان له دور كبير في «تبدل الآراء» والضرب في «لجنة الاستقطابات»، التي كان المدافعين عنها في فترة الصيف، هم من يقدحون فيها اليوم.
الهلال الذي كان بنظر الغالبية في فترة الصيف أقل الفرق دعماً، وهو كذلك، يحسب له أن اختار لاعبيه الأجانب بحسب قدراتهم الفنية، وطموحاتهم التي ما زالت مستمرة، فاللاعب الأجنبي في الهلال، لا يزال لديه الطموح والشغف، ويريد أن يحقق البطولات والإنجازات، بعكس الأندية التي اختارت أسماء عالمية كبيرة، ولكنها لم تهيئ لهم «البيئة» الجيدة، لذلك أخفقوا، وتميز الهلال.
خزعبلات السحر والشعوذة!
في الوقت الذي تسعى فيه القيادة السعودية، لتطوير الرياضة المحلية، والقفز بها نحو العالمية، وتحديداً كرة القدم، التي دُعمت بشكل غير مسبوق، وتبنى رعايتها والاهتمام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي وضع هذا الملف من ضمن أهم ملفات الدولة في رؤيتها 2030، وللأمانة، فقد قفزنا قفزات هائلة، وتطور الدوري السعودي لدينا بوجود لاعبين عالميين كنا نحلم برؤيتهم، فإذا هم يلعبون لأنديتنا، وأصبح الدوري السعودي متابع بشكل كبير، سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو العالمي، ومع هذا التطور الذي بدأت ملامحه تظهر للعالم، استمرت لدينا «عقليات بالية»، لا يمكن أن تتطور مهما تطورنا وتقدمنا، فحينما «يخفق» فريق ما، وتكون هنالك أسباب واضحة للإخفاق، يحاول أصحاب تلك العقول البالية تجاهلها، والعودة برياضتنا للوراء خمسين عاماً، حينما كانت «الخزعبلات» تسيطر على عقول بعض البشر، حيث كانت أسباب «المرض» أو «الفشل» تعود لـ»السحر والشعوذة» وإذا خففنا الحدة، نضع إخفاقاتنا بسبب «العين»، ولا يمكن أن نناقش الأسباب «الحقيقية» التي أدت للمرض أو الفشل! وهذه النظرة القاصرة، ربما نعذر بعض أفراد الأجيال السابقة فيها، كونهم يجهلون ما نعلمه اليوم، ولكن كيف سنعذر جيلاً عاش في العالم المتقدم بكل ما فيه من تطورات مذهلة كشفت لنا عن تفاصيل وخبايا كانت بالنسبة لبعض أفراد الأجيال السابقة غيبية؟ نعم، كيف سنعذرهم وهم يقدمون «الجهل» للتغطية على «الحقيقة»؟ ومن أجل ماذا؟ من أجل كرة قدم!
للأسف الشديد، الوسط الرياضي يعاني من فئة معينة، لا يمكن أن تعترف بالفشل أو الإخفاق، ولا يمكن أن تبحث عن أسبابه، فتضع الحل الأسهل «نادينا مسحور»! فيستمر الفشل ويتلوه الفشل، ويكون السبب دائماً حاضراً، فكيف يتقدم ناديهم، وهم يملكون هذه العقليات البالية التي لا يمكن أن تتطور؟
تحت السطر:
- انتهت مباراتا المنتخب السعودي مع منتخب طاجيكستان في التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، بفوز في الرياض وتعادل في طاجيكستان، وإن كان المستوى الفني لا يزال يدور حوله الكثير من الأحاديث، حيث لم يقدم المنتخب في مباراتي طاجيكستان ما يبث الاطمئنان عند محبي الأخضر.
- غاب الحارس الهلالي الدولي محمد العويس، عن اللعب أساسياً فترات طويلة، واعتقد الغالبية أنه سوف ينخفض مستواه، ولكنه عاد حارساً مبدعاً لا يتأثر بأي غياب، وهذه حالة خاصة في العويس، لا أتذكر حارساً فعلها قبله، ولا أظن أن يفعلها بعده أحد.
- يعود غداً الدوري السعودي للانطلاقة من جديد، بعد فترة توقف استمرت ما يقارب أسبوعين، وينتظر الوسط الرياضي بدء الدوري، وتحديداً مباراة ديربي الرياض التي ستجمع الهلال بالشباب، وهي قمة هذه الجولة، فالهلال الذي يتصدر دوري روشن بـ68 نقطة، تنتظره مباراة ليست بالسهلة، فالشباب الذي يملك 28 نقطة، تطور كثيراً، وأصبح في المباريات الأخيرة يقدم مستويات جيدة، قياساً على مستوياته في بداية الموسم.
- لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين «لخبطت» جدولتها، وقدمت وأخرت وعدلت، وعليها أن تتحمّل مسؤولية قراراتها، وتؤجل مباريات الهلال التي تتعارض مع مهمته الخارجية، التي يمثّل فيها الوطن «وحيداً».