سليم السوطاني
عندما ينغلق المجتمع على نفسه، ويغلق الأبواب في وجه أي ثقافة أخرى تخالف ثقافته، ويرفض التعايش والتنوع الثقافي مع تلك الثقافة المختلفة، يصبح هذا المجتمع منعزلاً عن الثقافات الأخرى ويصبح أفراده محتقنين، يتسربلون بالرفض الدائم لكل ما يعارض رأي المجتمع أو توجهاته.
لا بد أن يؤمن أفراد المجتمع بالتنوع الثقافي، وأن كل قطر ومنطقة لديها تنوع ثقافي تتباهى به، كما يتباهى كل مجتمع بثقافته وعاداته…
عندما تنفتح الثقافات على بعضها، ويحترم الجميع هذا التنوع والاختلاف، تصبح المجتمعات أكثر وعيا وحضارة، ويكون بإمكان الإنسان التعايش، وقد يعجب ويأخذ من تلك الثقافات ما يناسبه، من دون أن تتعارض مع معتقده وقيمه ومبادئه.
عندما ينغلق الفرد على ثقافته، ويرفض كل ما هو مختلف عنها، يصبح بينه وبين الآخر فجوة وخندق عميق، وحاجز سميك، ولا يرى إلا في اتجاه واحد، وهو بذلك يحرم نفسه من لذة التعايش، الذي يعود بالأمان على الرُّوح، التي ترغب في التعرف على عادات وتقاليد الآخرين، وترغب في الحوار الفاعل، والبناء مع المجتمعات الأخرى، وتخرج بكثير من الفِكَرِ والرؤى والفوائد التي تزيد في نسبة الوعي الفردي والمجتمعي، وينتشر السلام والتسامح بين أطياف المجتمعات المختلفة.
تتقارب المجتمعات، ويسود بين النَّاس التعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل لهذا التنوع، بعيدًا عن الانغلاق المظلم والإقصاء.