خالد بن حمد المالك
مبادرة السعودية الخضراء كما أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان تعني فيما تعنيه أن تتحوّل المملكة من صحراء يهدد مستقبلها المزيد من التّصحر، وأن تتصدى لظاهرة تغيّر المناخ، وصولاً إلى استعادة الوظائف البيئية الحيوية، وتحسين جودة الهواء، والحد من العواصف الغبارية والرملية.
* *
وهي مبادرة طموحة شملت كل مناطق المملكة، وبدأت الجهود تُعطي ثمارها، وتُنجز مستهدفات المبادرة بشكل متسارع، عبر البدء بزراعة عشرة مليارات شجرة من الآن وخلال العقود القادمة، بما يعادل تأهيل أكثر من أربعين مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، واستعادة المساحات الخضراء الطبيعية.
* *
يلاحظ أن الغطاء النباتي شديد الأهمية في ظل الآثار والمخاطر الحالية المترتبة على تغير المناخ، وضرورة الحد من تدهور الأراضي، فكان الموعد مع إطلاق البرنامج الوطني للتشجير، والخطة التنفيذية للتشجير، وكأنها بمثابة خارطة طريق لزراعة 10 مليارات شجرة، وثمرة جهود تُوّجت بزراعة أكثر من 70 مليون شجرة حتى الآن.
* *
البرنامج يستهدف زراعة 400 مليون شجرة بحلول عام 2030 و4.7 مليار شجرة حتى عام 2060 وصولاً إلى زراعة 10 مليارات شجرة عام 2100، وأن الغطاء النباتي سوف يشمل المدن والطرق السريعة والمساحات الخضراء لمساهمة البرنامج في تعزيز حياة المواطن ورفاه سكان المملكة، مع تقليل درجات الحرارة.
* *
الإنجاز والعمل تم وفق سبع مبادرات طموحة، وبالاعتماد على دراسة أجابت عن كثير من الفرضيات المهمة حول محاور التشجير الأربعة وهي البيئي، الحضري، الزراعي، وعلى جوانب الطرق السريعة وسكك القطارات، مع تحديد أنواع الأشجار الملائمة، وأماكن زراعتها، واحتياجاتها من مصادر المياه المتجددة، ونسبة الكربون، والتأثيرات المناخية، وتكلفتها.
* *
وهناك اهتمام وتوّجه بتشجير وديان المنطقة الوسطى، والمواقع التي تعرضت لقطع الأشجار، وحماية واستعادة الأنواع النباتية النادرة المهددة بالانقراض، وذلك من خلال حمايتها في مواقعها، وإنشاء مشاتل متخصصة لإنتاجها.
* *
ولابد من التذكير بأن مبادرة السعودية الخضراء هي إحدى أكبر مبادرات إعادة التشجير في العالم، حيث يمثل تشجير 10 مليارات شجرة 1% من هدف التشجير العالمي، و20% من هدف زراعة 50% مليار شجرة الذي حددته مبادرة الشرق الأوسط الخضراء.
* *
لقد مضت أربع سنوات منذ أن أطلق الأمير محمد بن سلمان مبادرة السعودية الخضراء، وها نحن نرى النتائج رأي العين، حيث الأشجار يكثر عددها، وتتسع مساحاتها، مُشاهدة في الشوارع، والميادين، وبين الأحياء، بما جعل مدن المملكة تتحول إلى مدن خضراء، ومساحاتها تتزين بأشجار من كل نوع، بما يؤكد قدرة بلادنا على تحقيق ما كان مستحيلاً، وهزيمة ما كان تحدياً.
* *
وسيظل السابع والعشرون من شهر مارس من كل عام، حيث أطلق ولي العهد مبادرة السعودية الخضراء عام 2021م موعداً للاحتفاء، ونشر الفرح، وتعزيز التصميم على زيادة الرقعة الخضراء في كل مناطق ومدن وقرى المملكة، بما سيجعل المملكة واحدة من الدول المتميزة بإخضرارها، ونقاء هوائها، وجودة الحياة فيها.