عبد العزيز الهدلق
المنشور الذي أطلقه رئيس نادي الطائي تركي الضبعان في حسابه بمنصة (x) بعد مباراة فريقه أمام النصر، تضمن كلمات مؤثرة ومؤلمة، وخطيرة أيضاً.عندما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال. قراران أحدهما كافٍ لكسر ظهر الفريق فكيف بطرد غير صحيح وضربة جزاء لم تحتسب.
وكان يقصد قرارات حكم مباراة فريقه أمام النصر, وقد أيد كل المحللين التحكيميين رئيس نادي الطائي بأن فارس الشمال تعرض لأخطاء تحكيمية موجعة، بالطرد غير المستحق لنجمه وهدافه فيرجل ميسيدجان، ثم عدم احتساب ضربة جزاء صحيحة وصريحة. وكل ذلك حدث والنتيجة (1/1). ولعبت هذه الأخطاء في اهتزاز الفريق وانقلاب نتيجة المباراة, ولم يكن التأثير على الطائي مجرد خسارة ثلاث نقاط، بل الوقوع في دائرة التهديد بالهبوط, وإذا ما هبط فعلاً فسيكون بفعل تلك الأخطاء التحكمية.
و للأسف لازال الحكم المحلي يرتكب الأخطاء الفادحة بشكل غير مبرر، ولا يمكن تفسيره، فالأخطاء المرتكبة سهلة وبسيطة، ولا يقع فيها أي حكم مبتدئ.
كما لازال النصر هو الطرف المستفيد غالباً من أخطاء التحكيم المحلي، لأنه الوحيد في محيط المنافسة الذي يرفض الحكم الأجنبي ويصر على أن يدير مبارياته حكمٌ محليٌّ, ودائرة التحكيم وهي تستجيب لرغبة النصر بالحكم المحلي لا تكلف أفضل مالديها من حكام, فقد استبعد الحكمان محمد الهويش وخالد الطريس لأسباب غير مفهومة وهما أفضل مالدى اللجنة حالياً من حكام، كما أنهما مرشحان لكأس العالم 2026.
وتحكيم كهذا يفسد البطولة، ويفسد المنافسة، ويقتل العدالة, وعندما يشاهد أي مراقب مثل هذا التحكيم سيوجه أصابع الاتهام للسويسري مانويل نافارو رئيس لجنة الحكام، وللأوزبكي فرهاد عبدالله مدير دائرة التحكيم بأنهما فشلا في عملهما، ولم يستطيعا مواكبة النقلة الكبيرة في الحركة الرياضية السعودية، والتأكيد بأنهما أحد معيقي تطور التحكيم، وأن استمرارهما لا يعني سوى هدر مزيد من المال والوقت فيما لاطائل وراءه.
فأين نتائج عملهما بعد ثلاث سنوات؟ لازال التحكيم يراوح مكانه, وإذا كان أفضل الحكام المحليين مستبعدين من قيادة المباريات ذات التأثير على المنافسة فمتى سيكلفان؟ خصوصاً وأن الأندية الأخرى تطلب حكاماً أجانب.
لقد حذرنا من إثارة اللغط الجماهيري والبلبلة والتأويلات والتفسيرات الخاطئة بسبب التحكيم، واختيار حكام غير أكفّاء لمباريات مهمة مرتبطة بالمنافسة, ولكن لا حياة لمن تنادي.
فرئيس نادي الطائي وصف قوة ماحدث من حكم مباراة فريقه أمام النصر بأنه قهر الرجال. وإذا كان هذا هو حال الرئيس, فكيف بالجمهور العاطفي والانفعالي؟
زوايا
* نائب رئيس لجنة الحكام هو عبدالرحمن العمري صاحب أعجب ضربة جزاء يتم احتسابها في العالم، عندما احتسب للنصر ضربة جزاء من حالة كانت منطقة الجزاء خالية تماماً من أي لاعب من الفريقين.
* إن كان صحيحاً بأن مباريات كأس السوبر لن تشهد استدعاءً لحكام أجانب فهذا يثير تساؤلات شتى, لماذا؟ ولمصلحة مَن؟
* النصر الذي يرفض دائماً الاستعانة بالحكم الأجنبي سيقابل قرار عدم استدعاء حكام أجانب بترحيب وارتياح كبير, فهو يفضل المحلي، ولا يحبذ الحكم الأجنبي الذي تستدعيه بعض الفرق عند مواجهته.
* مستوى التحكيم المحلي، وأداء القائمين على لجنة الحكام ودائرة التحكيم لا يتوافق أبداً مع المشروع الرياضي الوطني ولا يواكب التطلعات بصناعة دوري يكون ضمن العشرة الأفضل في العالم.
* يحاول سلمان الفرج التوافق مع أسلوب المدرب جيسوس باللعب الأمامي المباشر ولكن الطبع لدى سلمان يغلب التطبع بتفضيله اللعب العرضي أو الخلفي، وقد بعثر هذا الأداء من سلمان تنظيم فريقه أمام الشباب وأحرجه كثيراً وكاد يفقد النتيجة بعد تقدمه (4/ 1).
* المباريات الثلاث القادمة للهلال ستكون اختباراً حقيقياً للمهاجم صالح الشهري بعد غياب ميتروفيتش للإصابة، فإما يثبت جدارته ويملأ الفراغ، وإلا سيكون نهاية الموسم وداعيةً له.