سمر المقرن
أوشك الشهر الكريم على الانتهاء ولكن تظل نوادره وطقوسه محفورة في القلوب والوجدان، وما زالت طقوس الاحتفال به تمارس في كثير من بلدان العالم، ففي اليمن مثلاً يعد طلاء المنازل بالدهانات الحديثة والألوان الزاهية من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل ونادراً ما تجد منزلاً لم يتم طلاؤه فتصبح المنازل وكأنها لوحة سيريالية تحكي عشق هذا الشعب لشهر رمضان، وفي إندونيسيا هناك عادات وطقوس غريبة نوعاً يمارسها هذا الشعب الطيب، من بينها الاستحمام في مياه النهر بالماء والليمون وخاصة في مقاطعة بادنج، حيث يخرجون منه وقد اكتست أجسادهم برائحة الليمون الذكية تيمناً بقدوم الشهر الفضيل، كما أن قطاعاً عريضاً من الشعب الإندونيسي يحرص على زيارة القبور كل يوم جمعة في رمضان للدعاء لموتاهم وخاصة الذين رحلوا عن عالمهم قبل بداية الشهر ليدعون لهم بالرحمة والمغفرة، أما في مدينة جوكجاكارتا، فإن محصول الأرز يكاد ينفد خلال شهر رمضان ليس بسبب طهيه على موائد الإفطار هناك، وإنما لاعتيادهم صنع كيكة من الأرز المسلوق يطلق عليها أبيمك ومقاديرها عبارة عن أرز وجوز هند وسكر ويتم طهيها على الحطب ثم توزيعها على المارة في الشوارع طوال أيام الشهر الفضيل وحتى ليلة العيد، وفي مثل هذه الأيام من شهر رمضان يستعد شعب أفغانستان لممارسة رقصة تسمى الاتان في الشوارع بقرب انتهاء الشهر واستعداداً لعيد الفطر المبارك، وننتقل إلى باكستان فربما نجد أزمة حقيقية في البيض بعد خوض حرب تسمى حرب البيض المسلوق حيث يتبارى الفتيان والفتيات في حرب عتادها وأسلحتها البيض المسلوق فيقذف بعضهم البعض بهذا البيض بإصابات مباشرة يخرج ضحاياها برائحه غريبة تمتد من بعد الإفطار حتى قبيل موعد السحور حيث يتجه جيش البيض المسلوق لتناول وجبة السحور بينما يتخلف البعض منهم لتنظيف ساحات الشوارع من البيض وإزالة باقي مخلفات الحرب، وعلى بعد خطوات قليلة من حرب البيض نجد مشاهد إقامة أعراس جماعية وهمية تقام للعدد من الصبية والفتيات الذين يصومون لأول مرة خلال شهر رمضان حيث يتم تزويجهم في حفل رمزي لتشجيعهم على الاستمرار في صوم الشهر بأكمله واعدين إياهم عندما يبرون بأن يتحول الزواج الوهمي إلى زواج حقيقي، أما أغرب ما يمكن أن تشاهده في شهر رمضان المعظم بموريتانيا، هو مشهد حلاقة رؤوس الرجال بالموس فتبدو الرؤوس صلعاء تماماً في بداية الشهر لينمو شعر رؤوسهم ويكبر من جديد مع نهايةلشهر الفضيل، كما يحرص الشعب الموريتاني على قراءة القرآن الكريم بأكمله في ليلة واحدة بالتناوب بين الشباب أما قبائل اللانجو في أوغاندا فيحتلفون طوال شهر رمضان بالشهر بأن يقوم الرجال بمداعبة زوجاتهم بالضرب الخفيف على رؤوس زوجاتهن فيستجبن للضرب ويقمن بإعداد وجبة الإفطار عقب الانتهاء من الضرب وتتعدد الطقوس الغريبة والتراثية للاحتفال بالشهر الفضيل في كل أنحاء العالم وكل عام وأنتم بخير.