غالية بنت محمد عقاب المطيري
وقف على مشارف النهاية السرمدية، لحياةٍ ظن أنها لا متناهية.
ظن أن الحزن فيها لا ينتهي.
وعندما أصابته سعة من السعادة ظن أنها باقية بقاء الخالدين.
وعندما اشتكى من وجع ظن أن أوجاعه تلك هي نهاية المطاف.
وعندما اسْتشْرَفَ جمال الصحبة وأُنسها ظن أن أصحابه هم خير البشر وأصدقهم.
فلما أفاق على غدر أحدهم ظن أن الخلق جميعًا أهل غدرٍ لا وفاء بينهم.
وعندما اختار زوجةً جميلة ظَنَّ جمالها دائماً لا يزول فلما طعنت بالسن وبانت عليها معالم الكبر تحسر أنه أساء الاختيار.
وعندما رُزق بالولد ظن أنه لن يصاب بشقاء من قِبَلِهِ فلما كابدَ من بنيه ما كابد صرخ في أعماقه
يا ليتني عَقِمْتُ ولم أُنجب.
وهكذا هي الأيام الخالية، تمضي بين فترة سعادة ودهرٍ من شقاء.
ولكن الحسرة الكبرى عند انقضائها وصاحبها صفر اليدين مما يثقل الميزان في رحلة الخلود.
و السعيد من يُنادى:
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}