محمد العبدالوهاب
في ذاكرة جيلي.. الذي كان شغوفاً بكرة القدم والمتابعة والحضور في الملاعب رغم المعاناة في قلة المواصلات والازدحام الشديد على شباك التذاكر ومن ثم البحث عن مقعد له في المدرجات (الخرسانية) وبنصف الملاعب لمشاهدة المباراة ونجومهما الكروية عن قرب، وبعز القوايل على اعتبار أن المباريات تقام عصراً فقط، ونادراً ماتنقل عبر التلفاز، مما يؤكد بأن الشغف هو السر في نجاح كرة القدم وبالشعبية الجارفة لهذه اللعبة في جميع دول العالم.
وإلى سنوات بعد هذا كله وبما شهدته الرياضة السعودية من نقلة نوعية وتاريخية بإنشاء الملاعب وتعزيز البنية التحتية من خدمات مواقف ومطاعم وأماكن وخيارات متتعدة للبيع التذاكر بهدف خلق مساحات متاحة للمنافسات الرياضية بشكل عام، الأمر الذي جاء فيه تسابق معظم القنوات الفضائية المحلية والدولية بالفوز بالنقل الحصري للدوري السعودي، لقناعة وثقة منها بجدوى الاستثمار الخيالي المضمون ربحاً، عطفاً على مستوى المنافسة فنياً ونجومياً والحضور الجماهيري المهيب والكبير، لولا تدخل سمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان (حفظه الله) بمنع تشفير الدوري بأي حال من الأحوال لقناعة سموه الكريم بأن مشاهدة الشعب السعودي للدوري حق للجميع بدون تميز.
وكان لوزارة الرياضة دور إيجابي بعد هذا القرار الحكيم من سموه بمنح الأندية التي تقام المباريات على أرضها، الحق ببيع تذاكرها كتحفيز لحضور جماهيرها بأسعار مناسبة تكون داعمة لها مادياً، إلا أن بعض الأندية خصوصاً التي تفتقد للرعاة والمستثمرين - من العيار الثقيل والدسم والمعتبر - لأنديتها، استغلت فيه القرار بجشع برفع أسعار التذاكر بمبالغ فلكية، بالذات حينما تكون المواجهة مع الفرق الجماهيرية الكبيرة، لدرجة وصل فيه الطمع بأن تكون أسعار التذاكر العادية (الدرجة الثالثة) بمبلغ يتراوح مابين 200 - 300 ريال!!
من هنا أناشد رجالات رياضتنا الكرام بالتدخل والإيعاز بمن هم المعنيين بالحد من الأسعار المتفاوته وإيجاد آليه تحدد (السقف الأعلى) وبنظام صارم بحق المخالف.
ما بين الصدارة والهبوط
ما أن عاد الدوري بعد التوقف الدولي بداعي أيام فيفا، ومشاركة منتخبنا باستحقاقه الآسيوي، إلا أن الجولتين الأخيرتين شهدتا الإثارة والندية والمتعة الكروية بين معظم فرق المسابقة، مما يعكس مدى قوة الدوري السعودي على الصعيد العالمي الذي يحظى بمتابعة دقيقة في التحليل والنقل والتقييم من غالبية مدربي الأندية الأوروبية المتقدمةكروياً، ففي الوقت الذي جاءت فيه مواجهة المتصدر الهلال أمام شقيقة الشباب والتي تم تصنيفها فنياً بأنها أقوى المباريات بما حملته من ندية ونجومية وبدنية ومتعة بجمالية الأهداف السبعة التي سُجلت، كانت هناك وفي المقابل مواجهة لاتقل إثارة وندية أحسب أن (فارس) رهانها فريق عاد للتو بعد غياب ليظهر مجدداً بعد تجاوز ظروفه الفنية والإدارية السابقة التي كادت تعصف به إلى (يلو) وعبر خمس جولات متتالية بإصرار و (تحدٍّ) ذلكم هو الرائد ليؤكد بأنه واحد من الكبار بعد تفوقه بكل جدارة واستحقاق على من يتنافسون معه بالترتيب بصرف النظرعن نتيجته الأخيرة أمام الخليج، ويبقى (ديربي) الغربية على شجن ذكريات التاريخ يحّن لبطلين كانا على القمة ثم هويا، فكان لقاؤهما بالأمس مجرد رقم لايحمل من الإنجاز بهذه المباراة سوى أي من هما سيحتل المركز الثالث والذي كسبه الأهلي مؤقتاً.
آخر المطاف
قالوا.. أولئك الذين أفسدوا جمال مشهده.. أجادوا السيناريو مجدداً في تاريخ نادٍ أضاعوه!