عثمان أبوبكر مالي
دفع فريق الاتحاد لكرة القدم ثمن تضارب القرارات والمواقف لدى لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ خسارة نتيجة مباراته الدورية المهمة في ديربي المنطقة الغربية وتحديداً القرارات المتغيّرة والمواقف المتضاربة التي لا تظهر إلا أمام (العميد) والتي بسببها دخل المباراة من غير خمسة من أسمائه الشابة والبارزة، التي صنعها خلال الفترة القصيرة الماضية، وبدأ يعتمد عليها بعد فترة التوقف الماضية، وإشراكها في المباريات الست الأخيرة التي كسب خمساً منها بجدارة واستحقاق، لكن أولئك اللاعبين (غيَّبهم) الاستدعاء الذي تم لمعسكر (إعدادي) لبطولة ستنطلق بعد أسبوعين (خمسة عشر يوماً) من إقامة المباراة.
وهذا يعني أنه كان يمكن تأخير انضمام اللاعبين إلى المعسكر (24) ساعة فقط، ليلعبوا مباراة الديربي ومن ثم ينضمون للمهمة الوطنية، بدلاً من أن يخسر الفريق المباراة وفرصة المنافسة على المركز الثالث، بل أكثر من هذا كان أيضاً متاحاً جداً السماح للاعبين مشاركة فريقهم في مباراة نصف نهائي بطولة كأس السوبر المقرر لها أن تلعب في الفترة من (8-11) أبريل الجاري، أي أنها تبدأ وتنتهي قبل البطولة الآسيوية التي ستكون انطلاقتها في (15 أبريل) وأول مباراة للأخضر الأولمبي فيها ستكون في 16 أبريل، ومشاركة اللاعبين الأولمبيين (الأساسيين) مع الفريق الأول لأنديتهم أفضل لهم وأكثر تحفيزاً وشحذاً لهممهم وصقلاً لمواهبهم وتعزيز معنوياتهم وثقتهم في أنفسهم، بل إن من شأن ذلك أن يرفع حماستهم أكثر، بدلاً من (الإحباط) الذي قد يصيب البعض منهم نتيجة حرمانهم (دون مبرر) من فرصة المشاركة في مباريات جماهيرية كانت متاحة جداً، وربما بطولة سيحققها فريقهم، ستكون الأولى في سجل بعضهم إن شاركوا، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على لاعبي الأهلي (الأولمبيين) الذين تم تغييّبهم عن مباراة الديربي، وإن كان الفارق هو أن لاعبي الاتحاد (أربعة من الخماسي) يلعبون في القائمة الأساسية للفريق وتحديداً (زكريا هوساوي ومروان الصحفي وأحمد الغامدي وفيصل الغامدي)، وخامسهم عوض الناشري هو لاعب دكة مثله مثل لاعبي الأهلي الذين يقوّون دكة فريقهم.
الغريب العجيب أن السماح للاعبين ترك معسكر المنتخب والذهاب للمشاركة في مباراة مع فرقهم، أمر معتاد ومعمول به في المنتخبات السعودية، وتحديداً في المنتخب الأولمبي نفسه، الذي سمح في شهر يناير الماضي للاعبي فريق الشباب الأولمبيين مغادرة معسكر المنتخب للمشاركة مع فريقهم في مباراته الودية (نعم مباراة ودية) أمام فريق روما الإيطالي والتي لعبت في 24 يناير الماضي بمناسبة (اليوبيل الماسي) لنادي الشباب، وكانت ضمن فعاليات موسم الرياض(!).
على جماهير الاتحاد أن لا يغضبوا أو يعتبوا على لاعبي فريقهم، فقد وضحت الأمور في تعامل لجنة المسابقات، ليس الآن وإنما من أول الموسم، وضحت المعاملة قبل مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية، ورفض تأجيل مباراة ضمك، وتأكدت الآن قبل مباراة الديربي وقبل بطولة السوبر، فقط رددوا (لك الله يا عميد)!
كلام مشفَّر
- فريق يُجهز لبطولة كأس العالم للأندية (2025م)، وفريق يفرّغ في عز المنافسة، وقبل مباراة ديربي مهمة من أسمائه الشابة ومناطق الحيوية التي صنعها مؤخراً وبدأ يعتمد عليها، ومع ذلك على جماهيره أن تصفي النيَّة!
- نتيجة التفريغ الواضح، شارك في قائمة الفريق الاتحادي الأساسية فرحة الشمراني (18عاماً) وهو من أصغر اللاعبين في الدوري عامة هذا الموسم، وشارك أيضاً في قائمة الفريق أسماء شابة كثير من الجماهير أول مرة تسمع بهم مثل تركي الجعدي وهمام الهمامي وسالم سليمان، بالإضافة إلى طلال حاجي.
- أتوقع من بعد هذه المباراة وضح التقييم للاعبي الفريق المحليين والأجانب، ومن مهام المدرب أن يبدأ رسم (خارطة الطريق) للفريق الموسم القادم، في الأسماء التي ستبقى والتي ستغادر، ويفسح بشكل أكبر وأكثر الطريق، ويمنح الفرص بشكل أكبر وأكثر للأسماء الشابة التي تستحق الاستمرارية، لتضاف إلى الأسماء الأولمبية الحالية.
- تجاوزات السوشيل ميديا التي يخترع فيها البعض إساءات للفرق وتأليف تصريحات مفبركة على لسان لاعبين أو مدربين ضد كيانات كبيرة أو عاملين مستمرين (مدربين وغيرهم) لماذا يتم تجاهلها ولا يتعامل معها بالكيفية (الرسمية) التي تجبر أصحابها على التوقف؟ الصمت يعني أن يتخطى التجاوز الوضع الحالي ضد الكيانات والأجانب (مدربين ولاعبين) ويصل إلى ما هو أسوأ.