عثمان بن حمد أباالخيل
نفوس الإنسان ثلاث كما جاء في القران الكريم إحداها النفس اللومة وهي أن الإنسان يواجه نفسه، ويُحاسبها على الأخطاء، وهذا أمرٌ مهمٌّ لكي تستقيم في الحياة الدنيا. يميل الكثيرون إلى المبالغة في الحكم على أنفسهم وتقييم أدائهم. فحين لا يُكتب لهم النجاح في أحد مساعيهم المهمة يميلون غالباً للتشكيك بمنهجهم وسلوكهم وصفاتهم الشخصية أحياناً وهذا هو النقد الذاتي. النقد الذاتي البنّاء فنّ لا يجيده سوى قلة من الناس وعلى الناقد لذاته أن يكون بعناية وحذر، دون الانغماس في أفكار سلبية قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة وإدخالها في عالم آخر غير محبب. جميل أن يواجه الإنسان ذاته بأخطائها من أجل إصلاحها وتطويرها للأفضل، وتحفيزها ودفعها للأمام، فهذا هو المقصود بمفهوم «نقد الذات». ما يحز في نفسي أن نقد الذات قد يتحول لصورة مؤذية إلى جلدها فلماذا نقسو على ذواتنا بدلاً من أن نتصالح معها لنصل إلى احترام النفس وتحسين نظرة الإنسان إلى ذاته.
نقرأ الكثير عن جلد الذات ومدى تأثيرها وقوة تمكنها من الإنسان الذي يقوم بذلك، ألا يعلمون أن هذا شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم والإحباطات بسبب مناخ الهزيمة. لا تعلق أخطاءك على شماعة الآخرين وتبرئة نفسك من الأخطاء وتشير بأصابع الاتهام لمن حولك. يسمي علماء النفس هذا النوع من السلوك «بالإسقاط»، فالإسقاط هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه للناس، وكن واقعياً فلا تفرط في اتهام الآخرين، ولا تفرط في جلد الذات فكل إنسان مُحملٌ بشماعات.
الصداقة مع النفس مهمة للغاية، فبدونها لا يمكن للإنسان أن يكون صديقاً لغيره ومن أشكال احترام الذات أن تبتعد عن أي شخص لا يقدر قيمتك. - مصطفى محمود. الابتعاد عن الإنسان المحبط الذي لا يقدر نفسه ومساعدة في إرضائها عن طريق التلطف مع نفسه والإقرار بالنجاحات التي حققها والابتعاد عن جلدها.
نحن بشر نخطئ وعلينا أن نكون متفاهمين عندما نرتكب الأخطاء التي لا تؤذي الغير. (من لا يتقبل النقد فهو لابد يخفي شيئاً) هلموت شميت.
من أنبل المشاعر وأجملها أن يشعر الإنسان بالرضا والابتسامة التي لا تفارق شفتيه حين يرضي عن ذاته فهي التي تسعده وتبعد عنه ضغوطات الحياة. من الطبيعي أن السعادة هي الخيار الأمثل ولأن القناعة أن تدرب نفسك على أن تقنع بما لديك من نِعَم، وصفات جميلة تختلف بها عن الآخرين. للأسف هناك من لا يحترم ذاته، من المهمّ أن نعرف أن احترام الغير لا يأتي إلاّ باحترام الذات، فكلّ منهما مرآة تعكس الآخر.
احترام ذاتك أمام الآخرين وعدم التقليل من شأنها والبحث عن الذات المثالية والسعي إلى الوصول إليها. عدو الذات الوحيد هو أن لا تقلل ثقتك بنفسك حتى لا ينتابك الشعور بالنقص وتحطم ذاتك وتجلدها، ولا تدخل في عالم النرجسية فتضيع هيبتك.
همسة: قبل أن تحب الآخرين حب ذاتك تستريح وتسعد وتشعر بجمال الحياة ولا تنظر لحب الآخرين لأنفسهم فالحب لا يقارن.
من منطلق فاقد الشيء لا يعطيه، فتطوير حب الذات هو مفتاح من مفاتيح الارتقاء بالذات وتحصيل السعادة وتحقيق النجاح.