ميسون أبو بكر
كتبت عدداً من المقالات حول أوبر وسعودة التطبيق وكيف أن (كابتن) أوبر هو سفير عن وطنه تجلى هذا الأمر حين نشطت السياحة وكثر السياح، وحيث إن Uber يعتبر التطبيق الأكثر استخداماً كوسيلة نقل لهؤلاء القادمين من الخارج؛ فإن الانطباع الأكثر يأخذه السياح من طريقة معاملة الكابتن السعودي وحواره ولذلك أشجع السائق على تعلم اللغة الإنجليزية لأنها أصبحت ضرورة في ظل التحول السريع في المملكة والانفتاح على الآخر، ووجدت بهجة من قبل الشباب في حوار الزائرين وتبادل الآراء معهم والاطلاع على ثقافتهم.
في مشواري الأخير مع الكابتن سالم ونتيجة لموقف حدث أمامنا كاد يتسبب في اصطدام مركبة بإحدى دبابات النقل الموجه -التوصيل - فقد وجدت لدى سالم آراء رائعة واطلاعاً ورغبة لسبر أغوار كل جديد، تحدثنا عن أن هذه الدبابات لم تعد تتماشى اليوم مع التحول السريع الذي تعيشه العاصمة وهي تلوث المشهد الحضاري، وفي أوقات الزحمة الخانقة يغدو الشارع خطراً على سائقيها - وعلى الآخرين - بخاصة المتهورين منهم والذين يقودون برعونة، ودون مسؤولية ووعي، أو أولئك أصحاب الدبابات القديمة غير المصانة.
اعتقد أنه لا بد أن يكون لها مسار خاص أو أن تخضع للتحديث ولمواصفات تضمن جودتها وأهلية استخدامها واستطاعتها على قطع شوارع الرياض- مدينة بحجم دولة - بأمان، وفي ظل المشهد الحضاري الذي تعيشه المملكة والعاصمة فإنه يلزم التحديث لكثير من مرافق الحياة لتصبح الصورة مكتملة داخل الإطار العام.
سالم كابتن أوبر كوّن رأيه الخاص بعد حواراته مع الزوار والسياح المبهورين بربوع وطنه، وأدرك الرفاهية التي يعيشها في ظل وطنه ووعورة العيش التي يعيشها الآخر في القارة العجوز التي التقى منها كثراً خلال مهنته، لذلك أسعدني حواره في مشواري الصغير الذي أخذ وقتاً أطول في زحام العاصمة الصاخبة المليئة بالفعاليات والمطاعم العالمية والأماكن التي يقصدها أهلها وزوارها، عاصمة القلب العذبة التي تبهر زوارها وعشاقها والتي تحمل جميعها رسالة التعبير عنها بما يليق بها.