عبدالعزيز بن سعود المتعب
جاء شهر رمضان الكريم لهذا العام وأخي راكان بن سعود المتعب -رحمه الله- قد رحل من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية قبل حلول الشهر الكريم بشهرين وإرادة الله ماضية في خلقه ومن لم يرحل في الماضي سيرحل في المستقبل الموت حق وكل نفس ذائقة الموت إلاّ أن رحيله المفاجئ في شبابه أبقى جرحاً غائراً تبعثه الذكريات وتحاصرني فيه بشتّى صورها ومنها حلول هذا الشهر الكريم الذي تعودت أن يبارك لي فيه قبل الجميع ناهيك عمّا تخلل رحلة العمر معه من ذكريات لا تُنسى منذ مرحلة الطفولة بما في ذلك المواقف الطريفة التي أمست تبعث الغصّة لا الابتسامة كلما لاحت في أفق شاشة الأمس من العمر الآفل:
يا دمع لو تذرف على فقد راكان
ما تطفي الجمر الذي في ضلوعي
لوعة فراقه جاوزت حد الأحزان
اللّي مضت بالعمر من كل نوعي
لو قلت آه وليت ما صار ماكان
الدنيا ما تمشي على كيف طوعي
فرقا بلا رجوى لقاء طول الأزمان
ما هي سنه ولا شهر أو اسبوعي
وآخوي ياللّي ما تبّدله بإنسان
حسرة وداعه للمشاعر تلوعي
من هول صدمة ما جرى ما خفا بان
مهما بوهم الصمت هدّيت روعي
رمز الوفاء والمرجله عالي الشان
باتع لمن ينخاه شهمٍ فزوعي
والمنصفين شهود حضرٍ وبدوان
عليه غيري يذرفون الدموعي
الموت حق ولا لنا عنه مزبان
ياكثر مافرّق كثير الجموعي
يااللّه تُعوضه في شبابه بغفران
وجنّة رحيم لمن تضرّع سموعي