خالد بن حمد المالك
جاءت مُبايعة الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد مُتميزة، وغير مسبوقة في زمانها ومكانها، فقد بُويع في شهر رمضان، وفي ليلة السابع والعشرين منه، وحيث كان المكان بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وكأن القدر كان يعلن عن ولادة عهد جديد للمملكة يتسنم ولاية العهد فيها شاب مقدام، وقائد ملهم، وزعيم مجدد، يعضد الملك في مشوار التحديث والتجديد الذي سيكون أبرز إنجازات عهده.
* *
اليوم نحن على موعد إن شاء الله مع مرور الذكرى السابعة لمبايعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والاحتفاء بها، واستذكار ما صاحبها من إنجازات وتطور وتغيير في نمط الحياة، فقد كانت سنوات حافلة بكل جميل، وفيها من الحراك ما لم يكن متوقعاً، ومن العمل ما لم يكن في خاطر أيٍّ منّا، بفضل همة الأمير محمد بن سلمان الذي يقود مرحلة غاية في الأهمية، وفقاً لما نراه على الأرض من مشاهد تستنطق كل كلام جميل عنها.
* *
بدأت إستراتيجية التخطيط للمستقبل من خلال رؤية واضحة، وإستراتيجية تقود المملكة نحو المستقبل، وهي أكثر اطمئناناً بأنها تسير في الطريق الصحيح, فكانت البداية إدخال إصلاحات على الأنظمة والتشريعات والقوانين بما يستجيب للمرحلة القادمة، ويُلبي عزم القيادة على خلق بيئة مُنتجة وجاذبة وفاعلة وقادرة على أن تكون المملكة دولة مهابة ومنتجة ومتطورة.
* *
وفي هذا الاتجاه الجميل تمّ عزل المُثبطين، وإبعاد من كانوا حجر عثرة في سبيل تطور البلاد، وحُصرت مسؤولياتهم في حدود المهام المحددة لهم، دون أن يكون لهم الحق في التدخل في ما ليس من صلاحياتهم، وبذلك احتُرمت التخصصات والمسؤوليات، وبدأت انطلاقة المملكة التي نراها، بعيداً عن تداخل السلطات باسم الدين، أو ما كان منيعاً من قبل بحكم العادات والتقاليد، فكان قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، وفتح المجال للترفيه، وتعامل الندّ للندّ في علاقات المملكة الدولية مع الدول الأخرى.
* *
كانت المرأة شبه مُهمشة في الحياة العملية، وكان عملها يقتصر على التعليم في مدارس البنات إدارية أو مُدرّسة، فيما هي اليوم سفيرة، وفي مناصب إدارية عليا، وتعمل إلى جانب الرجل في كل التخصصات، تمارس الرياضة وتُمثّل المملكة كلاعبة في المنتخبات النسائية، وتمارس التجارة مثلها مثل الرجل، وتتمتع بحرية قرارها في الولاية في حالات، وغير هذا كثير، ضمن حمايتها من أي إساءات أو تحرّش.
* *
في العلاقات الدولية، رأينا موقف المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً إثر ما صرح به الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية من كلام غير مناسب تجاوبت معه المملكة بتوسيع علاقاتها مع الصين وروسيا، والتعامل مع الموقف الأمريكي بما ينبغي، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يسارع إلى زيارة المملكة والاجتماع مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد لتصحيح مسار العلاقات، بعد أن رأى الموقف الصارم من ولي العهد.
* *
وفي شأن المشاريع والإنجازات يكفي أن نشير إلى نيوم والعلا والدرعية والقدية وجزر البحر الأحمر والسودة وحديقة الملك سلمان وطريق الأمير محمد بن سلمان والمسار الرياضي وحديقة الأمير محمد بن سلمان ومطار الملك سلمان والداون تاون، بالرياض، وجدة التاريخية، وغيرها كثير.
* *
هناك عمل كبير، يجري في كل مناطق ومدن المملكة، فالمملكة أصبحت ورشة عمل، العمل يجري بسرعة، وكأننا في سباق مع الزمن، ما جعل المملكة حديث كل دول العالم، وهناك من يحاول أن يحاكيها ولكنه لا يستطيع، ومن يتحدث عنها بإعجاب، نسبة لسرعة تنفيذها، ونوعها، والتخطيط الجيّد لها، وأن أهدافها تقود إلى جودة في الحياة، وتحسين في مستوى الخدمات.
* *
المملكة مع كل الجمال الذي تتميز به، والشخصية التي تتمتع بها، فهي اليوم تتحول من صحراء قاحلة إلى مدن خضراء في شوارعها, وميادينها, وأحيائها، ما زاد من جمال عمرانها، وشوارعها، واللمسات الجديدة التي مست كل شيء فيها، وها هي الآن جاذبة سياحياً، حيث يتقاطر إليها الناس بحثاً عن الاستمتاع بما توفر فيها وتوفره للسائح من مقومات الحياة، فشكراً لخادم الحرمين الشريفين، شكراً لولي العهد، ونحن نحتفل بذكرى توليه مقاليد ولاية العهد بكل هذا التميز والنجاح.