د. عيسى محمد العميري
إن رؤية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد تتقاطع يوماً بعد يوم مع التوجه الذي يسود العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً والمتمثِّل في العمل على الحد من أسباب التوتر في منطقة الشرق الأوسط والعمل على إرساء السلام والتهدئة الشاملة على أساس أن منطقة الشرق الأوسط عانت الكثير في الماضي وكفاها من أسباب التوتر الذي أثر بشكل كبير على مسيرتها بالشكل الصحيح والمنشود.
وأصبحت تلك الرؤية للأمير محمد بن سلمان نبراساً مهماً في مسيرة الاقتصاد ومنظومته المتشعبة والتي تتطلب شحذ كل الجهود على هذا الصعيد لتؤكد نظرة شاملة لخلق اقتصاد آمن ومستدام بعيداً عن التوترات التي تسببها السياسة وتؤثّر عليها سلباً.
ولعلنا هنا نشير إلى أن حجم المشاريع التنموية والاقتصادية وحجم مبالغ تلك المشاريع والصفقات تثبت تقاطع رؤية الأمير محمد بن سلمان للجانب الاقتصادي والذي يعد في المرحلة الحالية والمرحلة اللاحقة هو الشغل الشاغل للعالم بعيداً عن أي جانب آخر؛ بمعنى أن الاقتصاد هو المستقبل لأي منطقة في العالم ترغب في تحقيق النمو والنهوض بمجتمعها إلى أوسع الآفاق الرحبة والتحليق عالياً في مسيرة الأمان واستدامة أحوالها الاقتصادية وتأكيد الاستقرار للمملكة.
ومن جانب آخر فإننا يتوجب علينا في هذا المقام القول بأن رؤية الأمير محمد بن سلمان التي بدأنا حديثنا بها في هذا المقال تتقاطع أيضاً في نموها الاقتصادي مع نمو اقتصاد المملكة ويتكامل بعضها مع بعض وذلك في حالة التزمت دول منطقة الشرق الأوسط بتلك الرؤية المتمثلة في تطوير وتحسين اقتصاداتها وفقاً لما تتطلبه ظروف المنطقة والعالم بأكمله. كما أن المسيرة الحالية لدول المنطقة على الصعيد الاقتصادي تتطلب مواصلة الجهود في تنمية الاقتصاد بجميع مدرجاته. وأن تضع نصب أعينها أنه كلما كان اقتصادها قوياً ومتيناً كان موقفها في العالم قوياً ويحسب له ألف حساب. فالقوة اليوم بالدرجة الأولى هي للاقتصاد وهو ما تؤكده كل حسابات المراقبين في العالم سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي وهو أيضاً ما يتفق أو يتقاطع مع رؤية الأمير محمد بن سلمان في أسلوب وتوجه عمله الذي يركز فيه على 90 % من جهوده عليه، أي على تقوية اقتصاد المملكة؛ وذلك وفق رؤية عصرية تتطلبها المرحلة، فالاقتصاد اليوم هو عصب الحياة الاجتماعية وغيرها أيضاً، فإن وجد اقتصاد متين وجد الموقف القوي للدولة أينما كانت. والله الموفّق.
** **
- كاتب كويتي