صبحي شبانة
يزخر التاريخ بمحطات ترسم ملامح المستقبل، تنحت في جدارية الزمن مواقف خالدة لرجال عظماء قادوا أممهم ونهضوا بشعوبهم، شيدوا حضارات، رفعوا الهمم عالياً، وكرسوا كل حياتهم في خدمة الوطن والمواطن، هذا النوع من الرجال قليلون، تعرفهم بسيماهم في المواقف الكبرى، تتجه إليهم أنظار الأمة ليجبروا انكساراتها، ويخرجونها من الأزمات الموروثة ليضعوها أمام عجلة قيادة العالم مجدداً، سبعة أعوام مضت وانقضت منذ أن اعتلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد في يوم 26 رمضان عام 1438هـ الموافق 21 يونيو 2017م، سبعة أعوام لم يتوقف فيها التاريخ للحظة عن التسجيل في دواوينه قصة فارس من طراز نادر، لم يَجُد الزمان بمثيل له، أعاد للمملكة والأمتين العربية والإسلامية مجدهما وعزتهما، رسم خطوط الطول والعرض للمنطقة والعالم، قدم للبشرية دولة هي أنموذج في وحدة التكوين، وقوة التأثير، وصناعة المجد. فالتاريخ يصنعه الأفذاذ، والحضارات تنمو وتزدهر بسواعد وعقول الرجال، فيما تحرك الأحقاد دعاة الهدم والتثبيط والغلاة والإرهاب.
فكما أن في التاريخ الإنساني أيامًا مجيدة خالدة، فإن فيه أيضًا رجالاً هم نسيج وحدهم صنعوا المجد لشعوبهم وأمتهم، أداروا عجلة الزمن إلى وجهتها الصحيحة، بعد أن سجلوا أسماءهم بأحرف من نور في متاحف الخلود لتظل نبراساً هادياً ومضيئاً، عاصماً لهم من الزلل، أسماؤهم، إنجازاتهم، عطاءتهم، مواقفهم تظل استثناء لا يقاس عليه بفضل ما يصنعونه ويقدمونه على ارض الواقع من عطاءات وإنجازات في كل المجالات، أدرك أمير العرب منذ الصغر، وهو الذي تربى في دواوين الحكم والإمارة، ونهل من خبرات وحكمة حكيم العرب والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أطال الله عمرهما - أن مستقبل الشعوب لا تصنعه الأماني، ولا تبنيه الأوهام، ولا تقيم الخيالات حضارة الشعوب، بل بالعقول والأفكار والعرق والجهد.
إن ذكرى بيعة ولي العهد ليست يوماً عادياً، فهي ليست مجرد يوم احتفالي يمر وينقضي، ففيه سجل التاريخ حكاية بطل من طراز نادر وفريد، استطاع في سبع سنوات فقط أن يقفز بالمملكة قفزات أسطورية لم يكن بوسع حالم أو متفائل أن يتصورها أو يتخيلها، فقطار التحديث والعصرنة يقوده ولي العهد ويمضي بضعف سرعتي الصوت والضوء، في ظل مجتمع شاب ناهض طامح ينشد ويتوق إلى هذا التغيير الذي يقوده حكيم العرب وزعيم الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده مهندس عصر النهضة وقائدها وفيلسوفها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهما الله- الذي أدرك مبكراً أن ثورة التحديث لا بد وحتماً أن تأتي على أنقاض ركام الماضي، وأن المستقبل يلزمه عقول أكثر تحرراً وانفتاحاً وإلماماً بمعطيات العصر وتقنياته وأدواته.
الإنجازات التي تحققت في مختلف أنحاء المملكة على مدى سبع سنوات شواهد، تطل برأسها، تعبر عن نفسها، تحكي قصة أمير شاب قاد بلاده بقوة وعزيمة ورشد واقتدار لتحتل مكانها ومكانتها في صدارة العالم المتقدم، ليس هذا فحسب، بل أصبحت هي الدولة الأكثر تأثيرا في عالم اليوم، بدونها تختل موازين القوى، وبغير حكمتها تتصدع مجتمعات، وتنهار دول، العالم بأسره يقف مشدوها أمام حجم الإنجاز، وتفرد الاعجاز الذي استطاع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يصنعه في ربوع المملكة.
في تاريخ الشعوب والأمم، أيام لا تنسى، هي ليست كباقي الأيام، تظل محفورة في ذاكرة التاريخ، تتناقلها الأجيال، جيلاً بعد جيل في كل العصور والأزمان، هي منارات تنبئ بفجر جديد يهل ويشرق، فيه تتحول الأحلام إلى حقائق، والطموحات إلى واقع، يوم 26 رمضان عام 1438هـ الموافق 21 يونيو 2017م بقصر الصفا في مكة المكرمة هو واحد من هذه الأيام، هو ميلاد جديد للمملكة، هو بدء مرحلة مفعمة بالأمل والطموح لشاب واسع الأفق، قادر على الابداع والابتكار وصناعة المستقبل، رجل المهام المستحيلة والطموحات اللامحدودة والمستقبل المشرق للمملكة والعالم.