محمد ناصر الأسمري
الأونكتاد هو مؤتمر تابع للأمم المتحدة، وهي منظمة دولية تساعد على إيجاد بيئة ملائمة تسمح باندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي يعقد سنوياً. يُعد الأونكتاد جزءًا من الأمانة العامة للأمم المتحدة يتناول قضايا التجارة والاستثمار والتنمية.
وتتمثل أهداف المنظمة في «زيادة فرص التجارة والاستثمار والتنمية للبلدان النامية إلى أقصى حد ومساعدتها في جهودها الرامية إلى الاندماج في الاقتصاد العالمي على أساس عادل».
أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأونكتاد في عام 1964، ويقدم تقاريره إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
يتمثل الهدف الرئيس للأونكتاد في صياغة سياسات متعلقة بجميع جوانب التنمية، بما في ذلك التجارة والمعونة والنقل والتمويل والتكنولوجيا.
ويجتمع المؤتمر عادةً مرة واحدة كل أربع سنوات؛ وتوجد الأمانة الدائمة في جنيف.
عام 1992م في شهر فبراير وصلت برقية من المقام السامي بالموافقة على مشاركة المملكة في مؤتمر الانكتاد الثامن ورشحت وزارة التجارة لتكون ممثلة ومعها عدة وزارات كان منها وزارة المواصلات التي أعمل بها.
استدعاني رئيسي المهندس أحمد بن يوسف التركي وكلفني بتمثيل الوزارة والتنسيق مع الدكتور عبد الرحمن الزامل وكيل وزارة التجارة. للسفر إلى قرطاجنة (كارتاخنة) سافرت على الخطوط السعودية الى نيويورك، تأخر وصول الرحلة 3 ساعات، وبهذا فاتت الرحلة المواصلة إلى ميامي والتي منها إلى مدينة قرطاجنة في دولة كولومبيا التي سيعقد فيها المؤتمر.
أبلغت وزارة الخارجية السعودية أن دولة كولومبيا ستمنح المشاركين تأشيرة الدخول من مطار قرطاجنة. وصلت ميامي واتجهت إلى مكتب طيران افيانكا وقدمت تذكرة المغادرة لكن موظفة ايفيانكا رفضت بحجة أنه لا يوجد لدي تأشيرة لدخول كولومبيا. وأن الحل أن أذهب مع بدء الدوام إلى قنصلية كولومبيا وتقديم طلب تأشيرة. تم جلب حقيبتي إلى مكتب الطيران الكولومبي. وصلت حقيبتي ومعها رجلا أمن أسودان عملاقان ومعهما كلبان ضخمان دارا حولي وحقيبتي ولم يبد لي لم أنا محل الشك من الأمن. كان هذا الإجراء لأن السمة الغالبة الشائعة أن كولومبيا موطن للمخدرات وعصاباتها.
عدت واقفاً أمام موظفة الطيران الكولومبي وأبلغتها أن لدي أوراق بالعربية من سلطات كولومبيا تفيد بإعطاء التأشيرة من مطار الوصول (كارتاخنة) وهنا عادت مبتسمة وقالت عذراً منك فقد كان المفترض وصولك أمس، وأصدرت بطاقة صعود الطائرة وشحنت حقيبتي
كان مقعدي في الدرجة الأولى وليس معي سوى عروسين وبقية المقاعد خالية. قدمت لي باقة ورد وسلة فواكه وزجاجات نبيذ، اعتذرت عن أخذ النبيذ.
وسط الاستغراب عندها طلب العريسان إن كان بامكانهما أخذ النبيذ فتم لهما.
وصلت مطار قرطاجنة ووجدت فتاة جميلة تستقبلني مرحبة بي وأنها مكلفة من الحكومة الكولومبية لمرافقتي. اصطحبتني إلى الفندق الذي حجزت فيه. لم تكن تحسن الإنجليزية ولا أنا أعرف الإسبانية.
صباح اليوم التالي حضرت لغرفتي لتأخذني لمطعم الإفطار. دخلت وإياها المطعم، ووجدت أن الدكتور الزامل يواجهني ضاحكاً قائلاً من بدري الله عليك.
قلت أحسن الظن هذه مكلفة من الحكومة الكلومبية بمرافقتي بصفتي رئيساً للوفد، تعجب الرجل وبسبب حاجز اللغة بيني والفتاة طلبت منها أن تتوقف عن مرافقتي،كادت تبكي لأنها منتدبة من العاصمة بوجوتا البعيدة شمالاً عن قرجانة وأنها مقابل هذا سيصرف لها 300 دولار، أعطيتها هذا المبلغ.
لكنها بقيت في الفندق لكنها كانت تفطر بعيداً عني.
في الفندق وجدت النساء العاملات أسماءهن عربية: سلمى، فاطيما، ليلى، نور. سألت إحدى موظفات الاستقبال هل أنت عربية قالت: أنا من قرطاجنة لكن أسماءنا جاءت من إسبانيا والبرتغال.
عندما أردت محاسبة الفندق وجدت مبالغ كبيرة مسجلة على غرفتي مقابل طعام وغيره. فطلبت اطلاعي على الفواتير ولم يكن لي توقيع في أي فاتورة. سألت عن السبب وحضر مدير الحسابات وقال وجدنا كل من ينتهي اسمه ب أي ال فقمنا بتحميل التكاليف على اسمك. عندها قلت هذا غش وخداع من فندق عالمي لا يليق، ولهذا لك إلى الغد لإلغاء وحذف ما صنعتم وإلا سوف أبلغ بالبريد الآلي المقر الرئيس للفندق. تم حذف ما حسب علي بل واعتذار، وجعل إقامتي مجانية وحضور مدير الفندق لوداعي، كان المؤتمر كبيرا والحضور فاق 3000 مشارك من دول العالم،كانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية مربكة للمؤتمر لا تعطي موافقتها إلا بعد الرجوع لواشنطون.
كولمبيا بلاد جميلة رغم ما أشيع عنها. كانت سواحل البحر في قرطاجنة تعج بالسابحات والسابحين إلى طلوع الفجر.
قدمت تقريرا لرئيسي أحمد التركي ومنه لوزير المواصلات الشيخ حسين المنصوري رحمه الله. تلقيت الشكر والتقدير.
والحمد لله أنني من وطن من أجمل بلاد العالم ثراءاً معرفياً وتروة بالرجال والنساء الذي هم/ن اليوم في مسارات الرقي والتقدم في ظل قيادة سياسية ذات تأثير عولمي بقيادة الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله..